مصاب أطل على الكائنات | فأوحش بالثكل أزمانها | |
وافجعنا وجميع الورى | وأوقد في القلب نيرانها | |
فلله سهمٌ رمى المكرمات | فهدَّ علاها وبنيانها | |
ألم تر يا دهر من ذا رميت | أصبت بسهمك فُرقانها | |
أصبت بسهمك قلب الوجود | وهدَّمت والله أركانها | |
غداة ابن جعفر موسى قضى | مذاب الحشاشة حرانها | |
قضى مستضاما بضيق السجون | يكابد بالهمِّ أشجانها | |
فتلك الإمامةُ تبكي على | فقيد تضمَّن برهانها | |
أيهنئ لعيني طيب الكرى | وهل تألف النفسُ سلوانها | |
وباب الحوائج في محبس | عليه الفضا ضاق حيرانها | |
أتاح له السمُّ أشقى الورى | فألهب أحشاه نيرانها | |
وآلمهُ بثقيل القيود | ولم يرع في الحقِّ ديانها | |
على الجسر ملقى برمضائها | به أشفت القومُ أضغانها(1) |
(1) ـ شعراء القطيف ص236.