مِمَ العوالُم نُكّست أعلامُها | واسودَّ من صبغِ الأسى أيامُها | |
ما راعني إلا انقلابُ حقائق الأ | كوان إذ ملأ الفضا المامها | |
قد اعجم النطق الفصيح لقوله | وبندبه قد أفصحت أعجامها | |
وإذ العوالم عن لسانٍ واحدٍ | تدعوا أسىً اليوم مات إمامها | |
اليوم باقر علم آل محمدٍ | منه شفت غلَّ القلوب طغامها | |
ولطالما قاسى الأذى بحياته | لا تحكَّم في الكرام لئامها | |
آلت أميةُ أن تبيد عداوةً | آل النبيِّ سُمامُها وحسامها | |
الله أكبر كم من حرمةٍ في الشام | قد هتك الغويُّ هشامها | |
أمسى بها في السجن طورا ليتها | ساخت وعوجل بالبلا أقوامها | |
أهدت له في السرج سمَّا قاتلا | غدار وهل يخفى عليه مرامها | |
بأبي وبي أفديه إذ بلغ العدى | فيه المنى وبه أضرَّ سمامها | |
لكنما سبق القضا وله ارتضى | وهو العليم بما جرت أقلامها | |
فغدا على فُرُش السُقام يجاذب | الأنفاس إذ أوهت قواه سُقامها | |
اليوم باقرُ علم آل محمدٍ | كفُّ المنية قد رمته سهامها | |
اليوم نجم الدين خرَّ وشمسُه | أفلت عن الدنيا فعمَّ ظلامها(1) |
(1) ـ شعراء القطيف ج1 ص286 علي المرهون.