ألا يا أمين الله وابن أمينه | على خلقه العافي به والمقاقب | |
لك الحجرُ الميمون دون محمدٍ(1) | مقرٌ بفرض الودِّ جهرا مخاطب | |
ولما استلمت الركن لله ساعيا | عليك انحنت بالاستلام الجوانب | |
فدان ابن مروانٍ لعزِّك خاضعا | كما لك دانت عجمُها والأعارب | |
رضاك رضا الباري وسخطك سخطه | وفي محكم التنزيل وُدك واجب | |
فيا ليت لا كان الطريد ولم تكن | تنوبُك من آل الطريد النوائب | |
ودسَّ إليك السمَّ غدرا بمشرب | وليدٌ فلا ساغت لديه المشارب | |
فيالأمامٍ محكمُ الذكر بعده | تداعت له أركانُه والجوانب | |
ويالسقيمٍ شفَّه السُقمُ والبكا | ويالنحيلٍ أنحلته المصائب | |
ويا لفقيدٍ قد أقامت مآتما | عليه المعالي فهي ثكلى نوادب | |
فلا عجبٌ بيتُ النبوةِ إن دجا | ومن أفقه بدر الإمامة غارب | |
ولله أفلاكُ البقيع فكم بها | كواكب من آل النبيِّ غوارب | |
حوت منهم ما ليس تحويه بقعةٌ | ونالت بهم ما لم تنله الكواكب(2) |
(1) ـ هو محمد بن علي بن أبي طالب (ع) الشهير بابن الحنفية والقصة كما ذكر أن خصومة وقعت بينه وبين الإمام السجاد أيهما أحق بميراث علي (ع) فاتفقا على أن يذهبا إلى البيت الحرام ويسلما على الحجر الأسود فمن رد عليه السلام فهو أحق بالميراث (الإمامة) فلما سلم محمد على الحجر الأسود لم يجب ولما سلم علي بن الحسين (ع) أتاه الجواب فكان ذلك سببا لإقرار محمد بالحق وقال بعضهم: ان محمدا اصطنع ذلك ليظهر فضل الإمام علي بن الحسين (ع) بهذه الوسيلة وهو لم يكن شاكا في إمامته وهذا ما أميل إليه لوجود شواهد كثيرة تؤكد على ان ابن الحنفية فوق كل الشبهات وأقل ما نقول في حقه انه وصي الحسين (ع) على المدينة والنائب عنه في إدارة شئون الثورة والثوار.
(2) ـ المجالس السنية ج2 ص434 محسن الأمين.