جحدوا ولاءَ المرتضى ولكم وعى | منهم له قلبٌ وأصغى مسمع | |
وبما جرى من حقدهم ونفاقهم | في بيته كُسرت لفاطمُ أضلع | |
وعدوا على الحسن الزكيِّ بسالف | الأحقاد حين تألبوا وتجمعوا | |
ما زال مضطهدا يُقاسي منهمُ | غصصا بها كاس الردى يتجرع | |
حتى إذا نفذ القضاء محتَّما | أضحى يُدسُّ إليه سمٌ منقع | |
وتفتت بالسمِّ من أحشائه | كبدٌ لها حتى الصفا يتصدع | |
وقضى بعين الله يقذف قلبه | قطعا غدت مما بها تتقطع | |
لله أيُّ رزيةٍ كادت لها | أركان شامخة الهدى تتضعضع | |
رزءٌ بكت عين الحسين له ومن | ذوب الحشا عبراتُه تتدفع | |
يوم انثنى يدعو ولكن قلبُه | ذاوٍ ومقلتُه تفيض وتدمع | |
أترى يطيف بي السلو وناظري | من بعد فقدك بالكرى لا يهجع | |
خلفتني مرمى النوائب ليس لي | عضدٌ أرد به الخطوب وأدفع | |
وتركتني أسفا أردد بالشجى | نفساً تصعده الدموعُ الهُمَّعُ(1) |
(1) ـ مثير الأحزان ص108.