قد جلَّ رزءُ المجتبى حسنٍ | لكن رزءَ حسينٍ قد سما رُتبا | |
إن قطّع السمُّ منه في مرارته | أحشاه والقلب منه كابد الوصبا | |
فإنَّ حرَّ الظما من صنوه قطَّع الـ | ـالأحشاء من حيث قد أذكى بها لهبا | |
وإن اصيب له في خنجرٍ فخذٌ | فالسبط بالباترات البيض قد ضربا | |
أو صيرت نشعه حربٌ لأسهمها | مرمى ولم يرعووا أو يرعوا النسبا | |
فإنَّ جسم حسينٍ يوم مصرعه | دريةٌ لسهام القوم قد نصبا | |
أو أنهم سلبوا منه عمامته | فبعد قتل حسينٍ جسمه سلبا | |
وإن قضى حسنٌ ألفت جنازتُه | التشييع والندب حتى أودعَ التربا | |
والسبط لما قضى لم يُلفِ من أحد | سوى نساه تصوبُ الدمع منسكبا | |
أو دفنه القومُ تلقا جدِّه منعوا | وغيره جاور المختار مغتصبا | |
فالسبط عن دفنه أعداؤُه منعوا | حتى أقام ثلاثا بالعرا تَربا(1) |
(1) ـ أدب الطف ج8 ص181.