بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : الخامس عشر |
الليلة الثالثة من محرم الحرام |
18 / شعبان / 1439 هـ . ق |
القصيدة : للمرحوم الشيخ محمد علي الأعسم
قد أوهنت جَلدي الدّيارُ الخالية | من أهلها ما للديار وماليه | |
ومتى سألتُ الدارَ عن أربابها | يُعدِ الصَّدى منها سؤالي ثانيه | |
كانت غياثاً للمنوب فأصبحت | لجميعِ أنواعِ النوائب حاويه | |
ومعالمٌ أضحت مآتمَ لا ترى | فيها سوى ناعٍ يجاوبُ ناعيه | |
وردَ الحسينُ إلى العراقِ وظنّهم | تركوا النفاقَ إذا العراقُ كما هيه | |
ولقد دعوهُ للعنا فأجابهم | ودعاهُمُ لهدىً فردُّوا داعيه | |
قسَتِ القلوبُ فلم تملْ لهدايةٍ | تباً لهاتيكَ القلوب القاسيه | |
ما ذاقَ طعمَ فراتهم حتى قضى | عطشاً فغُسِّلَ بالدماء القانيه | |
يابنَ النبيّ المصطفى ووصِّيهِ | وأخا الزكيِّ ابنَ البتولِ الزاكيه | |
تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ | لكنما عيني لأجلك باكيه | |
تبتلُّ منكم كربلا بدم ولا | تبتلُّ مني بالدموعِ الجاريه | |
أنْسَتْ رزيتُكُم رزايانا التي | سلفت وهوّنت الرزايا الآتيه | |
وفجائعُ الأيامِ تبقى مدةً | وتزولُ وهي إلى القيامة باقيه |
نعي :
يحسين يا بن أمي يمذبوح | عليک البچه و الحزن والنّوح | |
عاري و تظل باشّمس مطروح | وصاويب جسمک بيه و جروح | |
وللشام زينب عنک تروح | تروح وعليک الطّرف مشبوح | |
و الرّاس فوگ السّمهري يلوح | لون تنفده لفديک بالرّوح |
أبوذيه :
ما لأجل الثّواب اچيت واجره | لچن نار بصميم الگلب واجره | |
مصاب الحسين أبد ما صار واجره | فرض کلّ يوم ننصبله عزية |
الگوريز :
وفي مثل اليوم الثاني من شهر محرم سنة 61 للهجرة نزل الإمام الحسين (عليه السلام) مع من كان معه من أهل بيته وأصحابه أرض كربلاء.
أقول: نزلوا كربلاء ورايات الهاشميين ترفرف على رؤوس الهاشميات فكلما رفعت واحدةٌ منهنّ رأسها رأت راية أبي الفضل العباس واخوته وبقية آل أبي طالب يحوطون بالعائلة الكريمة ولكن حرّ قلبي لها كيف خرجت من كربلاء شمرٌ عن يمينها وزجرٌ عن شمالها، وكلما رفعت واحدةٌ منهنّ رأسها رأت رؤوس حماتِها على الرّماحِ العالية و لسان الحال :
نعي :
مشينة والدمع يجري اعله الخدود | وهموم الگلب حملان وتزود | |
عگب هذا الولي المعروف بالجود | وعگب ذاك الأخو المگطوع الزنود | |
وعگب شبه النبي العترب ممدود | وعگب ذيچ الأقمار الصيد الأسود |
شمر يحدي بضعنّه وناگتي يگود
* * *
حدي قريض :
هذي نساؤك مَن يكون إذا سرت | في الأسرِ سائقُها ومَن حاديها | |
أيسوقُها زجرٌ بضربِ متونها | والشمرُ يحدوها بسَبِّ أبيها | |
عجباً لها بالأمسِ أنتَ تصونُها | واليومَ آلُ اميةٍ تبديها |
التخميس :
فكم دعت زينبٌ والدمعُ منهملُ | هذي الطفوفُ وفيها بالحشا شُعَلُ |
أبكي على سادةٍ بالطّف قد قُتلوا
بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا | وخلَّفوا بسويدا القلبِ نيرانا |