ذكرى لها نفس الشريعة تجزعُ | وأسىً له عينُ الهداية تدمعُ | |
رزءٌ له الإسلامُ ضجَّ وحادثٌ | من وقعة قلب الهدى يتصدَّع | |
يا ليلة القدرِ اذهبي مفجوعةً | فلقد قضى فيك الإمامُ الأنزع | |
أدرى ابنُ ملجَمَ حين سلَّ حسامه | للفتك بالإيمان ماذا يصنع | |
أردى به التوحيد في ملكوته | فالعرش مما قد جنى متفجع | |
خُرح أصاب الطهر في محرابه | من وقعة قلب الهدى يتوجع | |
لاقى الإله وذكره بلسانه | ومضى إليه ساجداً يتضرع | |
بين الصلاة وتلك أرفع شارةٍ | يقضى شهيداً بالدماء يُلَفَّع | |
قد كان ما بين الأنام وديعةً | رجعت وأيُّ وديعةٍ لا ترجع | |
ونعاه للملأ المقدَّس صارخا | جبريل قد مات الإمامُ الأورع | |
وتهدمت في الأرض أركانُ الهدى | فكيانه من بعده متضعضع | |
قد قلَّ سيفٌ للحقيقة صارمٌ | وانهدَّ حصنٌ للشريعة أمنع(1) |
(1) ـ ديوان مع النبي وآله مجموعة قصائد للشاعر في مدح ورثاء النبي وآله.