قف على قبر فاطمٍ بالبقيع | بعد مزق الحشا وسكب الدموع | |
والثم الترب من حواليه وأنشق | من شذاه نسيم زهر الربيع | |
وأبلغها السلام عني فإني | لمروعٌ فيها بخطبٍ مروع | |
وتذكَّر أذية القوم فيها | وابك حزنا وعُج بقبر الشفيع | |
قف به موقف الحزين ولكن | لابسا بردتي تُقىً وخشوع | |
واشكُ ما نال بنته من كروب | مفجعاتٍ تشيب رأس الرضيع | |
قل له أيها النبيُّ شكاةٌ | لك عندي مشفوعةٌ بدموعي | |
فأعرني منك المسامع فيها | فصداها يُصمُّ أذن السميع | |
إن تلك التي على بابها الأمـ | لاك تبدي الخشوع بعد الخضوع | |
قد أحاطوا بالنار منزلها السا | مي بتطهيره بشأنٍ رفيع | |
أسقطوا بالباب محسن عصرا | بعد تأليمها بكسر الضلوع | |
دخلوا بيتها عليها وقادوا | بعلها المرتضى بحالٍ فضيع | |
عجبا كيف في نجادٍ له قيدَ | وقد كان قائدا للجميع(1) |
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص428.