بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: التاسع |
في شهادة الامام الكاظم (عليه السلام) |
28/جمادى الثاني / 1436هـ . ق |
للسيد مهدي الأعرجي (رحمه الله)
تباً لهم من أمةٍ لم يحفضوا | عهدَ النبيِّ بآله الأمجاد | |
قد شَتتوهُم بَين مقهورٍ ومأ | سورٍ ومنحورٍ بسيفِ عناد | |
هذا بسامرّا وذاكَ بكَربلا | وبطوسَ ذاكَ وذاكَ في بَغداد | |
لهفي وَهَل يُجدي أسىً لَهفي على | موسى بن جعفرَ علّةِ الايجاد | |
مازالَ يُنقلُ في السجونِ معانِياً | عَضَّ القيودِ ومُثقلَ الأصفاد | |
قَطَعَ الرشيدُ عليهِ فَرضَ صَلاتِهِ | قَسْراً وأظهَرَ كامِنَ الاحقاد | |
حتّى إليه دَسَّ سُماً قاتِلاً | فأصابَ أقصى منيةٍ ومُراد | |
وَضَعوا على جِسرِ الرُّصافَةِ نَعْشَهُ | وَعَليهِ نادى بالهوانِ مُناد |
(نعي)
تنوح أملاكها والكون مرجون | على اللي مات اويلي ابحبس هارون | |
امن البصرة السجن بغداد جابه | ابحديد او ﮔيد وايدور ذهابه | |
حطه ابسجن مظلم غلگ بابه | او نهه السجان يمه الناس يصلون | |
ابسجن والسندي ابن شاهك السجان | عليه ابكل وكت مغلج البيبان | |
تم اسنين للوادم فلا بان | ما يدرون ميت ولَّه مسجون | |
عگب گيده او حديده او ذيچ الأغلال | دسله ابرطب سم ﮔـاطع او ﭽتال | |
اكل بعضه او منّه نال ما نال | حسبكم ﮔـال نلتوا الي تريدون |
إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائنا لإمامنا المهدي (عليه السلام) والموالين بمرور ذكرى استشهاد سابع أئمة الهدى الإمام أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام).وهذا مجمل حياته: مولده الميمون في الأبواء بين مكة والمدينة السابع من صفر عام 128 للهجرة وهو أفضل أولاد أبويه الإمام الصادق (عليه السلام) والسيد حميدة الأندلسية ، وله ألقاب جمة: كالصابر والزاهر والأمين والوفي والعبد الصالح وحليف السجدة والنفس الزكية.
وقبرٌ ببغداد لنفسٍ زكيةٍ | تضمنها الرّحمنُ بالغُرُفات |
وباب الحوائج ، وهو مما اتفق عليه الخاصة والعامة وهذا عبد الباقي العمري :
لُذْ واستجر متوسلاً | إنْ ضاق أمرك أو تعَسَّرْ | |
بأبي الرضا جَدِّ الجوادِ | محمدٍ موسى بن جعفرِ |
وأشهر ألقابه الكاظمُ ، مصداق الذكر الحكيم : «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» آل عمران 134. فلقد كان يكظم غيظه ويعفو عن المذنب إليه ويُحسن، ومنه قول القائل:
جازِ الإساءةَ بالإحسانِ إن صدَرَتْ | من امرءٍ زلةٌ تدعو إلى الغضبِ | |
سجيّةُ النخّلِ إن تضربْه في حجرٍ | جازاك عن ضربِهِ بالبُسرِ والرُّطبِ |
والملاحظ أن الإمام الكاظم (عليه السلام) أكثر الأئمة تحملاً للسجون والمعانات حتى قضى أفديه سُماً بظُلمةِ السجن.
ينقلُ عن علي بن سويد السائي قال: لقد اشتقنا إلى الإمام (عليه السلام) فأتيت إلى السجن وأعطيت إلى السجانين شيئاً حتى أذنوا لي بالدخول على الإمام (عليه السلام) فلما رأيته ووقع بصري عليه بكيت بكاءاً عالياً وقلت سيدي لقد ضاقت صدورنا فمتى الفرج؟ قال لي يبن سويد الفرج قريب قلت متى حدد لنا يوماً وموعداً قال الموعد يوم الجمعة ضحى على الجسر ببغداد قال ابن سويد فلما ودعته جئت إلى بيوت أهل الإيمان وأنا أقول لهم البشارة البشارة الموعد يوم الجمعة ضحى على الجسر ببغداد فضجت شوارع بغداد فبينما نحن بالانتظار وإذا بجنازة غريبٍ يحملها أربعة من الحمالين جاءوا بالجنازة ووضعوها على الجسر ونادى المنادي: هذا إمام الرافضة هذا الذي يزعم الرافضة انه لا يموت فضجت الناس ضجةً واحداً وبكوا بكاءاً عالياً فبينا نحن كذلك إذ مرّ بي طبيب نصراني كانت بيني وبينه صداقة فقلت له بالمسيح عليك إلا ما نظرت إلى هذا المسجى هل انه مات حتف أنفه كما يزعمون؟ فقال لي أخرجلي راحة كفه فأخرجت له راحة كفه وقد مالت إلى الخضرة فنظر إليها ملياً ثم حرك رأسه وانصرف فأسرعت إليه وقلت له يا هذا ما نفعتني بشيء هل أن الرجل مات حتف أنفه؟ فقال لي يبن سويد أللرجل أهلٌ وعشيرة؟ قلت أجل ولكنهم بالمدينة قال فليطالبوا بدمه انه مات مسموما.
عالج ولاج وگضه نحبه غريب | ولا گرابه الحضر موته ولا صحيب | |
ويل گلبي ابيوم جس چفه الطبيب | وگال مسموم ومضه بيه الصواب | |
يا گلب ذوب وتفطر وانكسر | واجذب الونه لعد يوم الحشر | |
للذي بالحبس مات وعالجسر | جنازته ضلت على وجه التراب | |
چف الدهر ريته اليوم ينشال | انجرح گلبي وبعد هيهات ينشال | |
نعش موسى على احماميل ينشال | ويظل اعله الجسر ثاوي ورميه |
مَنْ مُبلغُ الإسلام أن زعيمَهُ | قد ماتَ في سجنِ الرشيد سَميما | |
فالغيُ باتَ بموته طربَ الحشى | وغدى لماتمه الرشادُ مقيما | |
ملقىً على جسر الرُّصافةِ نعشُهُ | فيه الملائكُ أحدقوا تعظيما |