كلُّ غدرٍ وقولِ إفكٍ وزور | هو فرعُ عن حَجدِ نصَّ الغدير | |
فتبصَّر تُبصر هداك إلى الحقِّ | فليس الأعمى به كالبصير | |
يوم أوحى الجليل يأمر طه | وهو سارٍ أن مُر بترك المسير | |
حطَّ رحل السُرى على غير ماءٍ | وكلاً في الفلا وحرِّ الهجير | |
ثم بلغهمُ وإلا فما بلغت | وحيا عن اللطيف الخبير | |
أقم المرتض إماما على الخلق | ونوراً يجلو دُجى الديجور | |
فرقى آخذا بكفِّ عليٍّ | منبرا كان من حُدوجٍ وكُور | |
إنَّ هذا أميرُكم ووليُّ الأمير | بعدي ووارثي ووزيري | |
هو مولىً لكلِّ من كنت مولاه | من الله في جميع الأمور | |
فأجباوا بألسُن تُظهرُ الطاعةَ | والغدر مضمرٌ في الصدور | |
بايعوه وبعدها طلبوا البيعةَ | منه لله ريبُ الدهور | |
أسرعوا حين غاب أحمدُ للغدر | وخافوا عواقب التأخير | |
لست تدري لم أحرقوا البابَ | بالنار أرادوا إطفاء ذاك النور | |
لست تدري ما صدر فاطم ما | المسارُ ما حالُ ضلعها المكسور | |
ما سُقوطُ الجنين ما حمرة العين | وما بالُ قُرطها المنثور | |
دخلوا الدار وهي حسرى بمرأىً | من علىِّ ذاك الأبيِّ الغيور(1) |
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص280.