فما أنا إن لم أدرك المجد والعلى | بجدِّ وجدي من عليٍّ وفاطمِ | |
من الضيم أن يُغضي عن الضيم سيِّدٌ | نمته أباة الضيم من آل هاشم | |
سراعٌ إذا نودوا خفافٌ إذا دُعوا | ثقالٌ إذا لاقوا طوال المعاصم | |
فلهفي عليهم ما قضى حتف أنفه | كريمٌ لهم إلا بسمٍّ وصارم | |
تجنَّب عليهم آل حربٍ تجرُّما | وجالت عليهم باحتباء الجرائم | |
فكم جزروا بالطفِّ منهم أماجدا | على ظمأ بالبيض جزر السوائم | |
فيالرؤوسٍ في الرماح وأضلُعٍ | تحطمها خيل العدى بالمناسم | |
ويالجسوم غسَّلتها دماؤُها | وكفَّنها نسج الرياح النواسم | |
ولهفي على سبط النبيِّ تذوده | عن الماء أرجاس الأعادي الغواشم | |
قضى نحبه ظامي الحشا بعد ما قضى | برغم العدى حقَّ العلى والمكارم | |
ولهفي لآل الله حسرى حواسرا | سبايا على الأكوار سبي الديالم | |
وتهتف شجوا بالحماة كأنما | تعلّمن منها هاتفات الحمائم | |
تشاهد زين العابدين مكبلا | على ظهر مهزول المطا والقوائم | |
ومن بلدة تُسبى إلى شرِّ بلدةٍ | ومن ظالم تُهدى إلى شرِّ ظالم(1) |
(1) ـ مثير الأحزان ص155.