بكيتُ على ربعكم قاحلا | فأخصب من أدمعي ممرعا | |
فلا النومُ خالط لي ناظرا | ولا اللومُ قد خاض لي مسمعا | |
جزعتُ ولولا الذي قد أصاب | بني الوحي ما كدت أن أجزعا | |
بيوم به ضاع عهدُ النبيِّ | وخانت أمية ما استودعا | |
غداة أبو الفضل لفَّ الصفوف | وفلّ الضبا والقنا المشرعا | |
رعى بالوفاء عهود الاخاء | رعى الله ذمة موفٍ رعى | |
وحول الشريعة تحمي الفرات | جموعٌ قضى البغي أن تجمعا | |
فجنَّب ورد المعين الذي | به غُلةُ السبط لن تُنقعا | |
وآب ولم يرو من جزعةٍ | وجرَّعهُ الحتف ما جُرِّعا | |
فخرَّ على ضفة العلقميِّ | صريعا فأعظم به مصرعا | |
قطيع اليمين عفير الجبين | تشقُّ النصال له مضجعا | |
وإن أنس لا أنسى أم البنين | وقد فقدت ولدها أجمعا | |
تنوح عليهم بوادي البقيع | فيّذري (الطريدُ)( ) لها أدمُعا | |
ولم تَسْلُ من فقدت واحداً | فما حالُ من فقدت أربعا(1) |
(1) ـ الذخائر ص56/57.