هنِّ بالعيد إن أردت سوائي | أيُّ عيدٍ لمستباح العزاء | |
إن في مأتمي عن العيد شغلا | فاله عيني وخلني بشجائي | |
فإذا الناس عيَّدوا بسرور | كان عيدي بزفرةٍ وبكاء | |
وإذا أدمنوا الشراب فشُربي | من دموعي مموزجةً بدمائي | |
وقليلٌ لو متُّ هماً ووجدا | لمصاب الغريب في كربلاء | |
آه يا كربلاء كم فيك من كر | ب لنفسٍ شجيبةٍ وبلاء | |
أألذُّ الحياة بعد قتيل | الطفِّ ظلما إذاً لقلَّ حيائي | |
كيف لا تسكُبُ الدموع جفوني | بعد تخضيب شيبه بالدماء | |
تطأ الخيلُ جسمه في ثرى الـ | ـطفِّ وجسمي يلتذُّ لين الوطاء | |
بأبي زينباً وقد سُبيت بالذُ | ل من خدرها كسبي الإماء | |
فإذا عاينته ملقىً على التر | ب معرّىً مجدَّلا بالعراء | |
أقلب نحوه فيمنعُها الشمرُ | فتدعو في خيفةٍ وخفاء(1) |
(1) ـ المنتخب ص503 للطريحي.