بنفسي رؤوسا من لويِّ أنوفُها | عن الضيم مذ كان الزمان لتأنف | |
أبت أن تشمَّ الضيم حتى تقطّعت | بيوم به سمر القنا تتقصف | |
وما نأت الاطواد ف جبروتها | فكيف غدا فيها ينوء مثقف | |
فيا ناعيا روح الخلائق فاتَّئد | لقد أوشكت روح الخلائق تتلف | |
وأيقن كلٌ منهم قام حشره | كأنك تنعى كلَّ حيِّ وتهتف | |
ويا رائد المعروف جذب أصوله | ويا طالب الإحسان لا متعطف | |
ألا قل لأبناء السبيل ألا اقنطوا | فقد مات من يحنو عليكم ويعطف | |
ويالبني عدنان يوم زعيمها | غدت من دماه المشرفية تنطف | |
فمن مخبر المختار أن بقية الآ | ل الفتى السجاد بالقيد يرسف | |
ومع مبلغ الزهراء أن بناتها | عليها الرزايا والمصائب عكَّف | |
تطوف بها الأعداء في كل بلدةٍ | فمن بلد أضحت لآخر تقذف | |
إذ رأت الأطفال شعثا وجوهها | وألوانها من دهشة الرزء تخطف | |
تعالى الأسى واستعبرت ومن العدى | حذارا دموع المقلتين تكتكف | |
بنفسي النساء الفاطميات أصبحت | من الأسر يسترئفن من ليس يرأف | |
لقد قطّع الأكباد حزنا مصابُها | وقد غادر الأحشاء تهفو وترجف(1) |
(1) ـ ديوان السيد حيدر ص92/95.