قم جدِّد الحزن في العشرين من صفر | ففيه ردَّت رؤوس الآل للحفر | |
يا زائري بقعةً أطفالهم ذبحت | فيها خذوا تربها كحلا إلى البصر | |
وا لهفتا لبنات الطهر حين رنت | إلى مصارع قتلاهن والحفر | |
رمين بالنفس من فوق النياق على | تلك القبور بصوت هائلٍ ذعر | |
فتلك تدعو حسينا وهي لاطمةٌ | منها الخدود ودمع العين كالمطر | |
وتلك تصرخ وا جداه وا أبتاه | وتلك تصرخ وا يتماء في الصغر | |
فلو تروا أمَّ كلثومٍ مناشدةً | ولهى وتلثم ترب الطفِّ كالعطر | |
يا دافني الرأس عند الجثة احتفظوا | بالله لا تنثروا ترباً على قمر | |
لا تدفنوا الرأس إلا عند جثَّته | فإنها روضة الفردوس والزهر | |
لا تغسلوا الدمَّ عن أطراف لحيته | خلوا عليها خضاب الشيب والكبر | |
رشُّوا على قبره ماءً فصاحبه | معطَّشٌ بللوا أحشاه بالقطر | |
لا تدفنوا الطفل إلا عند والده | فإنه لا يطيق اليتم في الصغر | |
لا تدفنوا عنهم العباس مبتعدا | فالرأس عن جسمه حتى اليدين بري(1) |
(1) ـ معالي السبطين ج2.