ارقت ولم ترق الدموع ولا خبت | بجنبيَّ نارٌ للجوى تتضرَّمُ | |
ذكرت السيوف الغرَّ من آل هاشمٍ | غدت بسيوف الهند وهي تثلَّمُ | |
ولم يبق السبط في الجيش مفرداً | ولا ناصرٌ إلا حسامٌ ولهذم | |
لئن عاد فردا بين جيشٍ عرمرمٍ | ففي كل عضو منه جيشٌ عرمرم | |
كأن لديه الحرب إذ شب نارها | حدائق جنات وانهارها دم | |
كأنَّ الحسام المشرفيَّ بكفِّه | عذابٌ من الجبَّار يصلاه مجرم | |
كأنَّ الرماح الخطَّ أقلام كاتبٍ | يخطّ بها والموت يقضي ويحكم | |
إلى أن هوى فوق الصعيد فمذ هوى | هوى عمدُ الدين الحنيف المقوِّم | |
هوى ظاميا لم يُرو منه غليله | ومن نحره يُروى الحسام المصمَّم | |
أيدري قسيم النار أنَّ سليله | قضى وهو للأرزاء فيءٌّ مقسَّم | |
فلهفي لخدر المصطفى بعد نهبه | وسلب أهاليه به النار تُضرم | |
ولفهي لربات الخدور وقد غدت | على خدرها الأعداء بالخيل تهجم | |
ولهفي لآل الله تسبى حواسرا | ولا ساترٌ إلا لها الصون يعصم | |
تكفُّ عيون الناظرين أكفُّها | ويعصمها عن اعين الناس معصم | |
تشاهد رأس السبط فوق مثقَّفٍ | فينهلُّ منها الدمع كالغيث يسجم(1) |
(1) أدب الطف ج8 ص182.