إن جئت أرض الطفِّ فانزل فيها | واعقر نياق الصبر يا حاديها | |
واسقي مضاجع صفوةٍ بمدامعٍ | ما ذاق طعم فراتها ظاميها | |
يروي عُطاشى السمر بيض دمائها | وفؤادها ما بُلَّ من جاريا | |
يا راكبا زيافةٌ شملانة | صرفاً جسوراً للفلا تطويها | |
قف وارو عنِّي نادبا أشياخها | وكهولها وشبابها وبنيها | |
إين الغطارفة الذين تسنَّوا | من ذروة العليا على عاليها | |
أتساق نسوتُكم يُرى أشكالها | في السبي حاضرها إلى باديها | |
كادت تذيب قلبوها زفراتها | لكنما عبراتها تطفيها | |
عجبا لها تهدى لشرِّ مجالسٍ | دانيه يقذفها إلى قاصيها | |
فيعجُّ باكياً لحال نعاتعها | ويعجُّ ناعيها إلى باكيها | |
يا صاحب الأمر استمع من ذي جوىً | شكوى يذوب القلب من راويها | |
أخليفة الرحمان قد طال النوى | فمتى لظلمة غيِّهم تجليها | |
أفلا يُهيجك والعقائل من بني | الهادي غدت تهدى إلى طاغيها | |
أفلا يهيجك أن تُرى أيتامُكم | محمولُها يبكي على ماشيها | |
أفلا يهيجك أنَّ آل أميةٍ | هندا تصون وزينبا تسبيها(1) |
(1) ديوان شعراء الحسين (ع).