جلّ المصابُ بمن أصبنا فاعذُري | يا هذه وعن الملامة فاقصري | |
أفما علمت بأنَّ ما قد نالنا | رزءٌ عظيمٌ مثله لم يذكر | |
هذا الحسين لقىً بشاطي كربلا | ظمآن دامي الخدِّ ثم المنحر | |
عارٍ بلا كفنٍ ولا غسلٍ سوى | مور الرياح ثلاثةً لم يقبر | |
مقطوع رأسٍ هشِّمت أضلاعه | وكسير ظهرٍ كسره لم يجبر | |
ويداسُ بعد ركوبه خير الورى | بحوافرٍ وسنابكٍ وبعسكر | |
وحريمه من حوله وحماتُه | ماتوا ظماً فورودُهم من كوثر | |
ما بين مسحوبٍ ليُذبح بالعرى | أو بين مشهورٍ وآخر مؤسر | |
أو بين من يكبو لثقل قيوده | أو بين مغلول اليدين معفَّر | |
ورضيع حولٍ بالحسام فطامه | وصغير سنٍّ عن أذى لم يكبر | |
لم أنس زينب وهي حسرى حائرٌ | في نسوة متألماتٍ حُسَّر | |
تمشي إلى نحو الحسين وتشتكي | ما نالها من ظلم ذاك المعشر | |
يا غايتي يا بُغيتي يا مُنيتي | يا من يقيني نائبات الأعصر | |
لم أنسها وسكينةً ورقيةً | يبكينه بتحسُّر وتزفّر(1) |
(1) ـ المنتخب ص444.