بنفسي أبيَّ الضيم فرداً تزاحمت | جموع أعاديه عليه تُكافحُه | |
تمنَّع عزَّا أن يصافح ضارعا | يزيداً ولو أن السيوف تصافحه | |
يصول ويروي سيفه من دمائهم | ولم ترو من حرِّ الظماء جوانحه | |
إلى أن هوى روحي فداه على الثرى | لقىً مثخناتٍ بالجراح جوارحه | |
ولما أتى فسطاطه المهر ناعيا | له استقبلته بالعويل صوائحه | |
وجئن له بين العدى ينتدبنه | بدمع جرى من ذلك القلب سافحه | |
ويَعذلن شمراً وهو يفري بسيفه | وريديه لو أصغى إلى من يناصحه | |
عزيز على الكرار أنً ينظر ابنه | ذبيحاً وشمر ابن الضبابيِّ ذابحه | |
وعترتُه بالطف صرعى تزورهم | وحوشُ الفلا حتى احتوتهم ضرائحه | |
أيهدى إلى الشامات رأس ابن فاطمٍ | ويَقرَعُه بالخيزرانية كاشحه | |
وتسبى كريماتُ النبيِّ حواسرا | تغادي الجوى من ثكلها وتراوحه | |
يلوح لها رأسُ الحسين على القنا | فتبكي وينهاها عن الصبر لائحه | |
وشيبته مخضوبةٌ بدمائه | يُلاعبها غادي النسيم ورائحه(1) |
(1) ـ الدر النضيد ص83.