تُغضي وتترك ثأرَ جدِّك مذ | أتت حربٌ له بجنودها تترا | |
وعليه حرَّمتِ الفراتَ وإنما | خلق الفرات لأمِّه مهرا | |
سامته إما أن يبايع طائعا | أو أن يُرى ملقىً على الغبرى | |
فأبى ابن حيدرةٍ مصالحة العدى | ورأى المماة على الإبا أحرى | |
فغدى يَكُرُّ عليهم فتخاله | الكرام مهما صال أو كرا | |
حتى إذا أفنى الجموع وفلّ بيـ | ض الماضيات وحطَّم السمرا | |
عمدت إليه يدُ القضا فرمته في | سهمٍ أصاب حشاشة الزهرا | |
فهوى على وجه الصعيد مصافحا | في خده خدَّ الثرى قسرا | |
أفديه مطروحا بعرصة كربلا | والخيل منه رضت الصدرا | |
أفديه مطروحاً بعرصة كربلا | والقوم لم يدعوا له طمرا | |
تركوه عريانا على حرِّ الصفا | ملقىً ثلاثاً لم يجد قبرا | |
وسروا بنسوته على عُجُفِ المطا | للشام بعد خدورها حسرى | |
تطوي القفار على نياق ضُلَّعٍ | وهي التي لا تعرف القفرا | |
فإذا بكت فالسوط يُؤلم متنها | والرمح يَقرعُ رأسها قهرا | |
وأشدُّ ما يدع العيون سوافحا | حتى المماتِ ويصدعُ الصخرا | |
إدخالهن على يزيد ثواكلا | ووقوفُهنَّ إزاءه أسرى(1) |
(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).