أناعي قتلى الطَّف لا زلتَ ناعياً | تُهيجَ على طول اللّيالي البواكيا(1) | |
أعد ذكرَهم في كربلا إنَّ ذكرَهم | طوى جَزَعَاً طيّ السجّل فؤاديا | |
ودَع مقلتيّ تحمر بعدَ ابيضاضِها | بَعدِّ رزايا تَتركُ الدَّمع داميا | |
ستنسى الكرى عيني كأنَّ جفونَها | حَلَفَن بمن تنعاه أن لا تلاقيا | |
وتُعطي الدّموعَ المستهلات حقَّها | محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا | |
وأعضاء مجد ما توزَّعت الضُّبا | بتوزيعها إلا النَّدى والمَعاليا | |
لئن فرَّقتها آلُ حربٍ فلمْ تكنُ | لتجمعَ حتَّى الحشرِ إلا المخازيا | |
ومما يزيلُ القلبَ عن مستقره | ويترُكَ زندَ الغيظِ في الصدر واريا | |
وقوفُ بناتِ الوحي عند طليقها | بحالٍ به يُشجينَ حتى الأعاديا | |
لقد ألزمت كفَّ البتولِ فؤادَها | خطوبٌ يطيحُ القلب منهنَّ واهيا | |
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينها | إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا | |
وغودر منها ذلك الضلع لوعة | على الجمرِ من هذي الرزية حانيا(2) |
(1) ذكر أن السيد حيدر (ره) رأى في ما يرى النائم جدته فاطمة الزهراء (ع) وهي تخاطبه بقولها:
أناعي قتل الطف لازلت ناعيا | تهيج على مر الليالي البواكيا |
فاستيقظ باكيا وصار يتمشى في غرفة نومه وهو ينظم الشعر على غرار البيت الذي سمعه في نومه من جدته الزهراء (ع) حتى تكاملت عنده تلك الليلة قصيدة عصماء انتخبنا منها هذا المقطع.
(2) ديوان السيد حيدر الحلي.