أرى الصبر يفنى والهموم تزيدُ | وجسمي يبلى والسُقام جديدُ | |
وذكرني بالحزن والنوح والبكا | غريبٌ باكتاف الطفوف فريد | |
يودِّع أهليه وداع مفارقٍ | لهم أبد الأيام ليس يعود | |
كأني بمولاي الحسين وصحبه | كأنهم تحت الوطيس أسود | |
عُطاشى على شاطي الفرات فمالهم | سبيلٌ إلى قرب المياه ورود | |
لقد صبروا لا ضيَّع الله صبرهم | إلى أن قُتِّلوا من حوله وأبيدوا | |
وقد خرَّ مولاي الحسين مجدَّلا | قتيلا عفيرا في التراب وحيد | |
وأقبل شمر الرجس واحتزَّ رأسه | بقلبٍ مشومٍ فارقته سعود | |
وساقوا السبايا من بنات محمدٍ | يسوقهم قاسي الفؤاد عنيد | |
وفاطمة الصغرى تقول لأختها | وقد كضَّها جُهدٌ هناك جهيد | |
أيا أخت قد ذابت من السير مهجتي | سلي سائق الأضعان أين يريد | |
تنادي وقد أبدت من الثكل صبرها | بصوتٍ تكادُ الأرضُ منه تميد | |
بكى رحمةً لي حاسدي ومعاندي | فيا سوء حالي إذ بكاء حسود(1) |
(1) ـ المنتخب ص167.