خذوا الماء من عينيَّ والنارَ من قلبي | ولا تحملوا للبرق منا ولا السحب | |
ولا تحسبوا نيران وجدي تنطفي | بطوفان ذاك المدمع السافح الغرب | |
رزاياكم يا آل بيت محمدٍ | أغصّ لذكراهن بالمنهل العذب | |
عمىً لعيونٍ لا تفيض دموعُها | عليكم وقد فاضت دماكم على الترب | |
وتعسا لقلب لا يمزّقُه الأسى | لحرب بها قد مزقتكم بنو حرب | |
أأنسى وهل يُنسى رزاياكم التي | ألبت على دين الهداية ذو لب | |
أأنساكم حرى القلوب على الظما | تذادون دون الخمص عن سائغ الشرب | |
أأنسى بأطراف الرماح رؤوسكم | تطلع كالأقمار في الأنجم الشهب | |
أأنسى طراد الخيل فوق جسومكم | وما وطأت من موضع الطعن والضرب | |
أأنسى دماءً قد سُفكن وادمعا | سُكبن وأحرارا هُتكن من الحجب | |
أأنسى بيوتا قد نُهبن ونسوةٌ | سلبن وأكبادا اذبن من الرعب | |
أأنسى اضطرام النار فيه وما بها | سوى صبيةٍ فرّت مذعرة السرب | |
فأنتم به للقتلِ والنبل والقنا | ونسوتكم للأسر والسبي والسلب(1) |
(1) ـ مقتل الحسين ص388 عبد الرزاق المقرم.