وأقبل ليث الغاب يهتف مُطرقا | على الجمع يطفو في الألوف ويرسب | |
إلى أن أتاه السهم من كفِّ كافرٍ | ألا خاب باريه وضلَّ المصوب | |
فخرَّ على وجه التراب لوجهه | كما خرَّ من رأس الشناخيب أخشب | |
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينبا | عشيةَ جاءت والفواطم زينب | |
عراها الأسى حتى استباح اصطبارها | وأذهلها حتى استبان المنقَّب | |
أتت وهي حسرى دمعها فتُجيبها | ثواكل في أحشائها النار تلهب | |
بأوهى قوىً منهن ساعة فارقت | حسينا ونادى سابق الركب ركبوا | |
فرُكّبن حسى لا قناع ولا غطا | سوى الصون يحمي والأشعة تحجب | |
ورحن كما شاء العدوُّ بلوعةٍ | يذوب الصفا منها ويشجى المحصب | |
اسارى بلافدٍ ولا من مناجد | يُعنِّفها حادٍ ويعنف مركب | |
إلى الله أشكو لوعةً عند ذكرهم | تسخُّ لها العينان والخدُّ يشرب | |
بنات رسول الله تسبى حواسرا | ونسوتُكم في الصون تحمى وتحجبُ(1) |
(1) ـ ديوان الكعبي ص3.