لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا | فإذا هم لا يملكون خطابا | |
يدعو ألست أنا ابن بنت نبيِّكم | وملاذكم إن صرف دهرٍ نابا | |
هل جئت في دين النبيِّ ببدعة | أم كنت في أحكامه مرتابا | |
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ | وأودع الثقلين فيكم عترةً وكتابا | |
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا | احسابكم إن كنتم أعرابا | |
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه | إلا الأسنة والسهام جوابا | |
حتى إذا أسفت علوج أمية | أن لا ترى قلب النبيِّ مصابا | |
صلت على جسم الحسين سيوفهم | فغدا لساجدة الظبى محرابا | |
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا | ظلاً ولا غير النجيع شرابا | |
ظمآن ذاب فؤاده من غلةٍ | لو مست الصخر الأصم لذابا | |
لهفي لجسمك في الصعيد مجرَّدا | عريان تكسوه الدماء ثيابا | |
ترب الجبين وعين كل موحِّد | ودَّت لجسمك لو تكون ترابا | |
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا | يكسوه من أنواره جلبابا | |
يتلوا الكتاب على السنان وإنما | رفعوه به فوق السنان كتابا(1) |
(1) الدر النضيد ص50 محسن الأمين.