وانصاع حاميةُ الشريعة ظامئا | ما بلَّ غُلَّته بعذب فراتها | |
أضحى وقد جعلته آل أميةٍ | شبح السهام رميَّةً لرماتها | |
حتى قضى عطشاً بمعترك الوغى | والسمر تصدر منه في نهلاتها | |
وجرت خيول الشرك فوق ضُلوعه | عدواً تجول عيه في حلباتها | |
ومخدرات من عقائل أحمدٍ | هجمت عليها القوم في أبياتها | |
من ثاكلٍ حرّى الفؤاد مروعةٍ | أضحت تجاذبها العدى حبراتها | |
ويتيمة فَزِعَت لجسم كفيلها | حسى القناع تعجُّ في أصواتها | |
أهوت على جسم الحسين وقلبها | المصدوع كاد يذوب من حسراتها | |
وقعت عليه تشمُّ موضع نحره | وعيونها تنهل في عبراتها | |
ترتاع من ضرب السياط فتنثني | تدعو سرايا قومها وحماتها | |
أين الحفاظ وفي الطفوف دمائكم | سفكت بسيف أمةٍ وقناتها | |
أين الحفاظ وهذه أشلاؤكم | بقيت ثلاثا في هجير فلاتها | |
أين الحفاظ وهذه أطفالكم | ذبحت عطاشا في ثرى عرصاتها | |
أين الحفاظ وهذه فتياتُكم | حملت على الأقتاب بيد عداتها | |
حُملت برغم الدين وهي ثواكل | عبرى تُردِّدُ بالشجى زفراتها | |
فمن المعزِّي بعد أحمدَ فاطما | في قتل أبناها وسبيي بناتها(1) |
(1) ـ مثير الأحزان ص113 للشيخ شريف الجواهري.