أهاشمُ لا يومٌ لك أبيضَّ أو تُرى |
|
جيادك تزجي عارض النقع أغبرا |
فإنَّ دماكم طحن في كل معشرٍ |
|
ولا ثأر حتى ليس تبقين معشرا |
ولا كدمٍ في كربلا طاح منكم |
|
فذاك لإجفان الحميَّة أسهرا |
غداة أبو السجاد جاء يقودها |
|
أجادل للهيجاء يحملن أنسرا |
قضى بعد ما ردَّ السيوف على القنا |
|
ومرهفه فيها وفي الموت أثرا |
ومات كريم العهد عند شبا القنا |
|
يواريه منها ما عليها تكسَّرا |
فإن يمسي مغبرَّ الجبين فطالما |
|
ضحى الحرب في وجه الكتيبة غبرا |
وإن يقضي ظمآنا تفطر قلبه |
|
فقد راع قلب الموت حتى تفطَّرا |
له الله مفطورا من الصبر قلبه |
|
ولو كان من صُمِّ الصفا لتفطرا |
ومنعطفٍ أهوى لتقبيل طفله |
|
فقبل منه قبله السهم منحرا |
لقد ولدا في ساعة هو والردى |
|
ومن قبله من نحره السهم كبرا |
وفي السبي مما يصطفي الخدر نسوةٌ |
|
يعزُّ على فتيانها أن تُسيَّرا |
حمت خدرها يقضى وودت بنومها |
|
تردُّ عليها جفنها لا على الكرى |
مشى الدهر يوم الطفِّ أعمى فلم يدع |
|
عمادا لها إلا وفيه تعثَّرا |
وجشَّمها المسرى ببيداء قفرةٍ |
|
ولم تدر قبل الطفِّ ما البيد والسرى |
ولم تر حتى عينها ظلَّ شخصها |
|
إلى أن بدت في الغاضرية حسرا |
فأضحت ولا من قومها ذو حفيظةٍ |
|
يقوم وراء الخدر عنها مشمِّرا |