ليت الهلال هلال شهر محرَّم | عَجِلَ الخسوف له ولما يتمَّم | |
شهرٌ به من لم يُقَرِّح جفنه | عُظمُ المصاب فليس ذاك بمسلم | |
كم مدمعٍ فيه لآل محمدٍ | قد سال في يوم الطفوف ومن دم | |
شهر به أمسى الحسين مشردا | يطوي القفار وكلَّ فجٍّ أعظم | |
قد حل من إحرامه خوف العدى | ونحى العراق فديته من محرم | |
تالله لا أنساه وهو بكربلا | شبح السهام وكل رمحٍ أقوم | |
يرعى الخيام وتارةً يرعى الوغى | أبدا بطرفٍ بينها متقسم | |
ويرى الأحبة صُرَّعا من حوله | فوق البسيطة كالنسور الجثَّم | |
يدعوهم ما بالكم عرضتم عني | وبيض الهند تنطف من دمى | |
ثم انثنى نحو الخيام مودِّعا | أطفاله توديعة المستسلم(1) | |
ودعا عزيزته سكينة قائلا | سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي | |
واحطن فيه بناتُه وعياله | فكأنّه بدر يُحاطُ بأنجم | |
وأتته زينب والنساء صوارخا | والدمع مع أجفانها كالعندم | |
يدعونه يا كهفنا وعمادنا | وملاذنا في كل خطب مؤلم(2) |
(1) ـ المستسلم لقضاء الله وقدره.
(2) ـ رياض المدح والرثاء ص761.