إلى مَ وقلبي من جفوني يُسكبُ | ونار الأسى ما بين جنبيَّ تلهبُ | |
لقتلى الأولى بالطف لما دعاهم | إلى الحرب سبطُ المصطفى فتأهبوا | |
ومذ سمعوا الداعي أتوا حومة الوغى | تعلم أيديها الظبا كيف تضرب | |
مضوا يستلذون الردى فكأنه | رحيق مدامٍ بالقوارير يسكب | |
ومن بعدهم قام ابن حيدر والعدى | جموعٌ بما غصَّ الفضا وهو أرحب | |
فألبس هذا الأفق ثوب عجاجةٍ | به عاد وجه الشمس وهو منقَّب | |
إلى أن أراد الله بابن نبيِّه | يبيت بفيض النحر وهو مخضَّب | |
فأصبح طعما للضبا وهو ساغب | وأصبح ريَّا للقنا وهو معطب | |
بنفسي إماما غسله فيض نحره | وفي أرجل الخيل العتاق يقلب | |
بنفسي رأسا فوق شاهقة القنا | تمر به الأرياح نشرا فتعذب | |
فوا أسفي تلك الكماة على الثرى | ونسوة آل الوحي تسبى وتُسلب | |
وراحت بعين الله أسرى حواسرا | تساق واستار النبوة تنهب | |
فأين حماة الجار هاشم كي ترى | نساها على عجف الأضالع تجلب | |
وفي الأسر ترنو حجة الله بينها | عليلا إلى الشامات في الغل يُسحب | |
سرت حسَّرا لكن تُحجِّبُ وجهها | عن العين أنوار الإله فتُحجب | |
إلى أن أتت في مجلس الرجس أبصرت | ثنايا حسينٍ وهي بالعود تُضرب(1) |
(1) ـ البابليات ج4 ص126.