هذه كربلا فقف في ثراها | واخلع النعل عند وادي طُواها | |
فهي وادي القدس التي ودت الشهـ | بُ الدراري بأنها حصباها | |
حلَّ فيها النور الذي نار موسى | صاحب الطور من سناهُ سناها | |
قف بها واسكب الدموع دماءً | وابك عمر المدى على قتلاها | |
أيُّ قتلى في الله ما من نبيٍّ | أو وصيٍّ من قبل إلا بكاها | |
وبكت بالدم السماوات والأر | ض وقد قلَّ بالدماء بكاها | |
أيُّ عينٍ في الناس تخجَلُ بالدمـ | ـ(ع) وعين النبيِّ بادٍ قذاها | |
فادحٌ هدَّ وقعه عُمُدَ الديـ | ـن وشُلَّت من العلا يمناها | |
يوم ثارت عصائبُ البغي بالديـ | ـن فنالت آمالها ومُناها | |
فشفت بالحسين ضِغنَ قلوبٍ | كان في محوها الرشاد شفاها | |
حلأته عن الورود وروَّت | من دما نحره حدود ظباها | |
وأحلَّتهُ بالعراء فريدا | لا يُرى غير قبضها وقناها | |
وقضى ظامي الحشاشة مضنىً | بأبي ظامي الحشا مُضانا | |
بأبي في الصعيد ملقىً ثلاثا | في جسومٍ يغشى العيون سناها | |
بأبي دامي الوريد قطيع الر | أس يُهدى بغيا إلى أشقاها(1) |
(1) ـ الدر النضيد ص344.