إنْ كانَ عِندكَ عبرةٌ تُجريها | فانزلْ بأرضِ الطفِ كي نُسقيها | |
فَعسى نَبُلُ بها مضاجِعَ صَفوةٍ | ما بلتِ الأكبادُ مِن جاريها | |
ولقد مررتُ على منازلَ عصمةٍ | ثقلُ النبوةِ كانَ أُلقيَ فيها | |
فبكيتُ حتى خلتها ستُجيبني | ببكائِها فَقداً على أهليها | |
وذكرتُ إذ وقفتْ عقيلةُ حيدرٍ | مذهولةً تُصغي لصوتِ أخيها | |
بأبي التي ورثت مصائبَ أمِها | فغدتْ تقابلُها بصبرِ أبيها | |
لم تله عن جمعِ العيالِ وحفظهم | بفراقِ أخوتِها وفقدِ بنيها | |
لم أنسَ إذ هتَكوا حماها فانثنتْ | تَشكوا لواعجَها الى حاميها | |
هذي نساؤُك من يكون إذا سرتْ | بالأسرِ سائقُها ومَنْ حاديها | |
أيسوقُها زجرٌ بضربِ مُتونِ | والشمرُ يَحدُوها بسبِ أبيها | |
عجباً لها بالأمس أنت تصونها | واليوم آل أميةٍ تبديها | |
حسى وعزَّ عليك أن لم يتركوا | لك من ثيابك ساترا يكفيها | |
وسروا برأسك في القنا وقلوبها | تسموا إليه ووجدُها يُضنيها | |
إن أخّروه شجاه رؤية حالها | أو قدموه فحاله يُشجيها(1) |
(1) - مثير الأحزان ص130.