تالله لا أنسى ابن فاطم والعدى | تهدي إليه بوارقا ورعودا | |
غدروا به إذ جاءهم من بعد ما | أسدوا إليه موثقا وعهودا | |
قتلوا به بدرا فأظلم ليلُهم | فغدوا قياما في الضلال قعودا | |
لله مطروحٌ حوت منه الثرى | نفس العلا والسؤدد المعقودا | |
ومجرحٌ ما غيرت منه القنا | حسنا ولا اخلقن منه جديدا | |
قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى | مذ ألبسته يدُ الدماء لبودا | |
وتُظله شجر القنا حتى أبت | إرسال هاجرةٍ إليه بريدا | |
وثواكلٍ بالنوح تُسعدُ مثلها | أرأيت ذا ثكل يكون سعيدا | |
لا العيس تحكيها إذا حنَّت حسرةً | الورقاءُ تُحسنُ عندها الترديدا | |
غن تنع أعطت كلَّ قلبٍ حسرةً | أو تدع صدَّعت الجبال الميدا | |
عبراتُها تحيي الثرى لو لم تكن | زفراتُها تدع الرياض همودا | |
وغدت أسيرة خدرها ابنةُ فاطمٍ | لم تلف غير أسيرها مصفودا | |
تدعو بلهفة ثاكلٍ لعب الأسى | بفؤاده حتى انطوى مفئودا | |
تخفي الشجى جلداً فإن غلب الأسى | ضعُفت فأبدت شجوها المكمودا | |
نادت فقطَّعت القلوب بشجوها | لكنما انتظم البيانُ فريدا | |
إنسان عيني يا حسينُ أخي يا | أملي وعقد جُمالي المنضودا | |
مالي دعوت فلا تُجيبُ ولم تكن | عوَّدتني من قبل ذاك صدودا(1) |
(1) الدر النضيد ص107.