فيا راكبا مهريةً شأت الصَّبا | كأنَّ لها برق الغمام زمام | |
إذا جُزت في وادي قبا قُل بعولةٍ | أهاشم قومي فالقعود حرام | |
لقد حل فيكم حادثٌ أيُّ حادثٍ | هوت فيه للدين الحنيف دعام | |
قضى السبط ظمآن الفؤاد وشلوه | لبين المواضي والرماح طعام | |
وقد قطعت أوداجه بشبا الظبى | ورضت له بالصافنات عظام | |
وأعظم رزءٍ زلزل الكون خلبه | ودكَّ الراوسي فهي منه رمام | |
هجوم العدى بغياً على حُجبِ أحمدٍ | ولم يرع فيها للنبي ذمام | |
فبينا بنات الوحي في الخدر إذ به | أحاط لسلب الطاهرات طغام | |
ففرَّت من الأعداء حسرى مروعةً | لها الصون سترٌ والعفاف لثام | |
تجيلُ بطرفٍ للحماة فلا ترى | سوى جُثثٍ قد غالهن حمام | |
فنادت وقد عض المصاب فؤادها | وشب لها بين الضلوع ضرام | |
فرقّ لها قلب العدو كآبةً | وناهيك رزءٌ رقَّ فيه لئام(1) |
(1) سفينة البنجاة ص362 العاملي.