فما لنزارٍ لا تسُلُّ حدادها | وما للؤيِّ لا تهزُّ كعابها | |
أتغمض طرفا عن أميٍّ وإنها | دماً حلبت من آل طه رقابها | |
أثر نقعها واستنهض الغلب غالبا | وثر مستفزاً خيلها وركابها | |
فتلك بنو حرب على الرغم توجت | برأس حسينٍ في الطفوف حرابها | |
وقوس أمي قد أصابت سهامه | ذرى العرش أوشقَّت لقوسين قابها | |
وتلك جسوم الهاشميين غودرت | طعام ظبىً كانت دماهم شرابها | |
وتلك سرايا شيبة الحمد هشَّمت | عوادي الأعادي شيبها وشبانها | |
أتسطيع صبرا أن يقال أميةُ | أجالت على جسم الحسين عرابها | |
وإنَّ برغم الغلب أبناء غالبٍ | كريمته أضحى الدماء خضابها | |
أتنسى هل ينسى وقوف نسائكم | لدى ابن زيادٍ إذ أماظ حجابها | |
فما زينبٌ ذات الحجال ومجلسٌ | به أسمع الطاغي عداه خطابها | |
أتسطيع صبر أن يقال نسائكم | سبايا قد ابتزَّ العدوُّ نقابها | |
لها الله من مسلوبةٍ ثوبَ عزِّها | كستها سياط المارقين ثيابها | |
وعمتك الحوراء أنى توجَّهت | رأت نائبات الدهر تقرع بابها(1) |
(1) ديوان الشيخ عبد الحسين شكر 16.