ما بالُ فهرٍ أغفلت أوتارها | هلا تثير وغىً فتُدرُكُ ثارها | |
أغفت على الضيم الجفون وضيعت | ياللحمية عزَّها وفخارها | |
عجبا لها هدأت وتلك أميةٌ | قتلت سراة قبيلها وخيارها | |
عجبا لها هدأت وتلك نسائُها | بالطفِّ قد هتك العدى أستارها | |
لهفي لها بعد التحجُّب أصبحت | حسى تقاسي ذلَّها وصغارها | |
تدعوا أمير المؤمنين بمهجةٍ | فيها المنية أنشبت أظفارها | |
قم وانظر ابنك في العراء وجسمه | جعلته خيل أميةٍ مضمارها | |
ثاوٍ تُغسِّله الدماء بفيضها | عارٍ تكفنه الرياح غبارها | |
وخيول حربٍ منه رضت أضلُعاً | فيها النبوة أودعت أسرارها | |
وبيوت قدسٍ من جلالة قدرها | كانت ملائكة السما زوارها | |
يقف الأمين ببابها مستأذنا | ومقبِّلا أعتابها وجدارها | |
أضحت عليها آل حربٍ عنوةً | في يوم عاشوراء تشن مغارها | |
كم طفلةٍ ذعرت وكم محجوبةٍ | برزت وقد سلب العدوُّ إزارها(1) |
(1) ديوان شعراء الحسين (ع) ص159.