لم أنس زينب بعد الخدر حاسرةً(1) | تبدي النياحة ألحانا فأحانا | |
مسجورة القلب إلا أنَّ أعينها | كالمعصرات تصُبُّ الدمع عقيانها | |
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا | يا والدي حكمت فينا رعايانا | |
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن | يحمي حمانا ومن يؤوي يتامانا | |
إن عسعس الليل وارى بذل أوجهنا | وإن تنفس وجه الصبح أبدانا | |
ندعوا فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا | وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا | |
قم يا عليُّ فما هذا القعود وما | عهدي تغض على الأقذاء أجفانا | |
وتنثني تارةً تدعو مشائخها | من شيبة الحمد أشياخاً وشبانا | |
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا | واستنقدوا من يد البلوى بقايانا | |
ويل الفرات أباد الله غامره | وردَّ وارده بالرغم لهفانا | |
لم يُطفِ حرَّ غليل السبط بارده | حتى قضى في سبيل الله عطشانا | |
لم يُذبح الكبش حتى يُروَ من ظمأٍ | ويُذبحُ ابن رسول الله ظمئانا(2) |
(1) أقول وذكر صاحب رياض المدح والرثاء أنها للشاعر الكربلائي الحاج محمد علي كمونة.
(2) ـ شعراء الغري ج5 ص154.