يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا | وردٌ هنيٌّ ولا عيشٌ لنا رغد | |
طالت علينا ليالي الانتظار فهل | يا ابن الزكيِّ لليل الانتظار غد | |
فاكحل بطلعتك الغرا لنا مقلا | يكاد يأتي على إنسانها الرمد | |
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل | يغني اصطبارٌ هي من درعه الزرد | |
فانهض فدتك بقايا أنفسٍ ظفرت | بها النوائب لما خانها الجلد | |
هب أن جندك معدود فجدُّك قد | لاقى بسبعين جيشاً ماله عدد | |
غداة جاهد من أعدائه نفرا | جدَّوا بإطفاء نور الله واجتهدوا | |
وعاد ريحانة المختار منفردا | بين العدى ماله حامٍ ولا عضد | |
وترٌ به أدركوا أوتار ما فعلت | بدرٌ ولم تكفهم ثأراً لها احد | |
يا ثاويا في هجير الشمس كفنه | سافي الرياح ووارته القنا القصد | |
على النبيِّ عزيزٌ لو يراك وقد | شفى بمصرعك الأعداء ما حقدوا | |
ولو ترى أعين الزهراء قرَّتها | والنبل في جسمه كالهدب ينعقد | |
له على السمر رأسٌ تستضي به | سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد | |
إذاً لحنَّت وأنَّت وانهمت مقلٌ | منها وأجرت بنيران الأسى كبد(1) |
(1) رياض المدح والرثاء ص130.