إلى مَ فؤادي كلَّ يوم مروَّعُ | وفي كل آنٍ لي حبيبٌ مودَّعُ | |
وحتام طرفي يرقب النجم ساهرا | حليف بكاءٍ والخليون هجَّع | |
أزيد التياعا كلما هبَّت الصبا | أو البرق من سفح الحما لاح يلمع | |
فيا قلب دع عهد الشباب وشرخه | فليس لأيامٍ نأت عنك مرجع | |
وكم لائمٍ جهلا أطال ملامتي | غداة رآني مدنفا أتفجع | |
يظن حنيني للعذيب ولعلعٍ | وهيهات يشجيني العذيب ولعلع | |
فقلت له والوجد يهلب في الحشا | وللهمِّ أفعى في الجوانح تلسع | |
كأنك ما تدري لدى الطفِّ ما جرى | ومن بثراها لا أباً لك صرِّعوا | |
غداة بنو حربٍ لحرب ابن أحمدٍ | أتت من أقاصي الأرض تترا وتهرع | |
وأعظم خطبٍ لو على الشمِّ بعضه | يحط لراحت كالهبا تتصدع | |
غداة تنادوا للرحيل وأحضرت | نياقٌ لهاتيك العقائل ضلع | |
ومرَّت على مثوى الحماة إذا بهم | ضحايا فمرضوضٌ قرىً ومبضع | |
فحنت وألقت نفسها فوق صدره | وأحنت عليه والنواظر همَّع | |
أخي كيف أمشي في السباء مضامةً | وأنت بأسياف الأعادي موزَّع | |
أترضى بأني اليوم اهدى سبيةً | ووجهي بادٍ لا يواريه برقع | |
وحولي ضحايا لم تكن تعرف السبا | ولا عرفت يوما تُذلّ وتضرع(1) |
(1) أدب الطف ج8 ص47.