يا نفس إن شئت السلامة في غدٍ | فعن القائح والخطايا فاقلعي | |
وتوسلي عند الإله بأحمدٍ | وبآله فهم الرجا في المفزع | |
يا نفس من هذا الرقاد تنَّبهي | إن الحسين سليل فاطمةٍ نعي | |
فتولعي وجدا له وتوجَّعي | وتلهفي وتأسفي وتفجعي | |
منعوه شُربَ الماء لا شربوا غدا | من كفِّ والده البطين الأنزع | |
مذ جائها يبدي الصهيل جواده | يشكو الظليمة ساكبا للأدمع | |
يا أيها المهر المخضَّبُ بالدما | لا تقصدن خيم النساء الضيَّع | |
إني أخاف بأن تروع قلوبها | وهي التي ما عوِّدت بتروُّع | |
لهفي لقلب الناظرات حماتها | فوق الجنادل كالنجوم الطلع | |
والريح سافيةٌ على أبدانها | فمقطَّعٌ ثاوٍ بجنب مبضَّع | |
ولزينب نوحٌ لفقد شقيقها | وتقول يا ابن الزاكيات الرُكَّع | |
اليوم أصبغُ في عزاك ملابسي | سودا وأسكب هاطلات الأدمع | |
اليوم شبَّوا نارَهم في منزلي | وتناهبوا ما فيه حتى مقنعي | |
اليوم ساقوني بقيدي يا أخي | والضرب آلمني وأطفالي معي | |
حال الردى بيني وبينك يا أخي | لو كنت في الأحياء هالك موضعي | |
مسلوبةً مضروبةً مسحوبةً | منهوبةً حتى الخمار وبرقعي(1) |
(1) أدب الطف ج7 ص49.