سأبكي على ما فات مني ندامةً | إذا الليل أرخى الستر منه وأسبلا | |
سأبكي على ذنبي وأفات غفلتي | وأبكي قتيلا بالطفوف مجدلا | |
سأبكي على من مات مني بعبرة | تجود إذا جاء المحرَّم مقبلا | |
حنيني على ذاك القتيل وحسرتي | عليه غريبا في المهامة والفلا | |
حنيني على الملقىً ثلاثا معفرا | طريحا ذبيحا بالدماء مغسلا | |
سأبكي على الحران قلبا من الظما | وقد منعوه أن يعل وينهلا | |
سأبكي على المحزوز رأسا من القفا | إلى أن برى السيف الوريدين والطلا | |
فو الله لا أنسى وان بَعُدَ المدى | قتيل ضبابيٍّ من الدين قد خلا | |
فو الله لا أنساه يخفض في الثرى | وشمرٌ على الصدر المعظم قد علا | |
يهبز أوداج الحسين بسيفه | إلى حيث رواه نجيعا وخضلا | |
ولم أنس أخت السبط زينب أقبلت | لتقبيله ثم انثثت لم تقبِّلا | |
أيا شمر دع عيني إلى نور عينها | به تشتفي من قبل أن تتحملا | |
أمتع عيني نظرة من حبيبها | ولا لذ في قلبي سواه ولا حلا | |
اتمنعني من نظرة يشتفي بها | فؤادي بمن لي كان كهفا ومؤئلا(1) |
(1) المنتخب ص375 من قصيدة بلغت ص124 بيتا.