أيُّ خطبٍ عرى البتول وطه | ونحى أعينَ الهدى فعماها | |
أي خطبٍ أبكى النبيينَ جميعا | وله الأوصياء عزَّ عزاها | |
أي خطب أكبى الملائك طراً | وقلوبُ الإيمان شبّت لظاها | |
ذاك خطبُ الحسين أعظم بخطبٍ | صيّر الكائنات يجري دماها | |
لست أنساه في ثرى الطف أضحى | في رجالٍ إلهها زكاها | |
نزلوا مترلا على الماء لكن | لم يبلُّوا عن الضرام شفاها | |
تركوهم على الرغام ثلاثا | جثما غُسلُها فيوضُ دماها | |
قد أحاكت لها السوافي ثابا | نسجت للورى ثياب جواها | |
وبنفسي فرد الحقيقة أضحى | مُفردا حلّقت عليه عداها | |
وأبيه لولا أحبَّ لقاه | ربُّه ما ثوى بحرِّ رُباها | |
عاريا صلّت السيوفُ عليه | فاغتدى مسجدا لبيض ضباها | |
غسلته السيوف ماءً طهورا | كفنته الرياح سافي ذراها | |
شيّعت نعشه الرماحُ وأمسى | فبره في قلوب من والاها(1) |
(1) رياض المدح والرثاء ص163.