هل أنت راث لصب القلب معمود | دَوي الفؤاد بغير الخرّد الخود ؟ | |
ما شفّه هجر أحبابٍ وإن هجروا | من غير جرمٍ ولا خُلف المواعيد | |
وفي الجفون قذاة غير زائلةٍ | وفي الضلوع غرامٌ غير مفقود | |
يا عاذلي ليس وجدٌ بتّ أكتمه | بين الحشى وجد تعنيف وتفنيد | |
شربي دموعى على الخدين سائلة | إن كان شربك من ماء العناقيد | |
ونم فإن جفوناً لي مسهدة | عمر الليالي ولكن أي تسهيد ؟ | |
وقد قضيتُ بذاك العذل «مأربة» | لو كان سمعي عنه غير مسدود | |
تلومني لم تصبك اليوم قاذفتي | ولم يعدك كما يعتادني عيدي | |
فالظلم عذل خليّ القلب ذا شجن | وهجنةٌ لومُ موفور لمجهود | |
كم ليلة بتّ فيها غير مرتفق | والهمّ ما بين محلول ومعقود | |
ما إن أحنّ اليها وهي ماضية | ولا أقول لها مستدعياً : عودي | |
جاءت فكانت كعوّار على بصر | وزايلت كزيال المائد المودي(1) | |
فإن يود أناس صبح ليلهم | فإن صبحي صبح غير «مودود» | |
عشيةٌ هجمت منها مصائبها | على قلوب عن البلوى محاييد | |
يا يوم عاشور كم طأطأت من بصر | بعد السمو وكم أذللت من جيد |
(1) العوار : ما يصيب العين من رمد . والمائد : المتحرك . وللمودي : المهلك .