يوم بسفح الدير لا أنساه |
|
.أرعى له دهري الذي أولاه |
يوم عمرت العمر فيه بفتية |
|
.من نورهم أخذ الزمان بهاه |
فكأن عزّتهم ضياء نهاره |
|
.وكأن أوجههم نجوم دجاه |
ومهفهف للغصن حسن قوامه |
|
.والظبي منه إذا رنا عيناه |
نازعته كأسا كأن ضياءها |
|
.لما تبدّت في الظلام ضياه |
في ليلة حسنت بود وصاله |
|
.فكأنها من حسنه إياه |
فكأنما فيه الثريا إذ بدت |
|
.كف يشير الى الذي يهواه |
والبدر منتصف الضياء كأنه |
|
.متبسم بالكف يستر فاه |
ظبي لو أن الفكر مرّ بخده |
|
.من دون لحظة ناظر أدماه |
فحرمت قرب الوصل منه مثل ما |
|
.حرم الحسين الماء وهو يراه |
واحتز رأسا طالما من حجره |
|
.أدنته كفا جده ويداه |
يوم بعين الله كان وانما |
|
.يملي لظلم الظالمين الله |
يوم عليه تغيرت شمس الضحى |
|
.وبكت دما مما رأته سماه |
لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر |
|
.أو ذي بكاء لم تفض عيناه |
تباً لقوم تابعوا أهواءهم |
|
.فيما يسوءهم غدا عقباه |
اتراهم لم يسمعوا ما خصه |
|
.فيه النبي من المقال اباه |
|
اذ قال يوم غدير خم معلنا |
|
.من كنت مولاه فذا مولاه |
هذي وصيته اليه فافهموا |
|
.يا من يقول بأن ما أوصاه |
واقروا من القرآن ما في فضله |
|
.وتأملوه واعرفوا فحواه |
لو لم تنزّل فيه إلا (هل أتى) |
|
.من دون كل منزّل لكفاه |
مَن كان أول مَن حوى القرآن من |
|
.لفظ النبي ونطقه وتلاه |
مَن كان صاحب فتح خيبر من رمى |
|
.بالكف منه بابه ودحاه |
مَن عاضد المختار من دون الورى |
|
.مَن آزر المختار من آخاه |
مَن خصه جبريل من رب العل |
|
.بتحية من ربه وحباه |
أظننتم أن تقتلوا أولاده |
|
.ويظلكم يوم المعاد لواه |
أو تشربوا من حوضه بيمينه |
|
.كأسا وقد شرب الحسين دماه |
أنسيتم يوم الكساء وانه |
|
.ممن حواه مع النبي كساه |
يا رب اني مهتد بهداهم |
|
.لا اهتدي يوم الهدى بسواه |
اهوى الذي يهوى النبي وآله |
|
.أبدا واشنأ كل مَن يشناه |
مذ قال قبلي في قريض قائل |
|
.ويل لمى شفعاؤه خصماه |