بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : التاسع عشر |
الليلة السابعة من المحرم الحرام |
10/ذو القعدة / 1435هـ . ق |
القصيدة للسيد جعفر الحلي:
عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ والـ | عبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ | |
قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في الـ | اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ | |
وثنى أبو الفضلِ الفوارسَ نُكّصاً | فرأوا أشدَّ ثَباتِهم ان يُهزموا | |
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً | فيها انُوفُ بني الضَّلالَةِ تُرغَمُ | |
بَطَلٌ إذا رَكِبَ المُطَّهَمَ خِلتَهُ | جَبَلاً أشَمَّ يَخِفُّ فيه مُطهَّمُ | |
قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني | في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ | |
لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ | واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ | |
وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ | للشاربين به يُدافُ العلقَمُ | |
فمشى لمصرعِهِ الحسينُ وطرفُهُ | بين الخيام وبينَهُ متقسِّمُ | |
فأكبَّ منحنياً عليه ودمعُهُ | صبغَ البسيط كأنَما هو عندَمُ | |
قد رامَ بلثمُهُ فلم يرَ موضعاً | لم يُدمِهِ عَضُّ السلاحِ فيُلثَمُ | |
نادى وقد ملأَ البواديَ صيحةً | صُمُّ الصخورِ لهولها تتألمُ | |
أأخيَّ يُهنيكَ النَّعيمُ ولم أخَلْ | تَرضى بأن أزرى وأنت منعَّمُ | |
أأخيَّ مَن يحمي بناتِ محمدٍ | إن صرنَ يسترحِمْنَ مَن لا يرحَمُ |
نعي :
اچفوفه مگطوعات والراس انفطر | سال دمع احسين يشبه للمطر | |
او صاح يا خويه الظهر مني انكسر | يا بدرنه اشلون عطاك الخسوف | |
غبت عني وانته لي سورٍ حديد | فجعت گلبي والعده صار اله عيد | |
اشلون اظل عگبك يبو فاضل وحيد | او جمعت كوفانها او صارت الوف | |
ﮔـالّه خلني ابمـﭽـاني وانتحي | هذا أمر الله انكتب ما ينمحي | |
واعدت سكنه ابماي او مستحي | الثالثه نزل بيّه وحي الحتوف |
الگوريز:
قال السماوي في (ابصار العين): لما رأى العباس (عليه السلام) وحدهَ أخيه بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته قال لأخوته من أمّه: تقدّموا لأحتسبكم عند الله تعالى فتقدّموا حتى قتلوا فجاء إلى الإمام واستأذنه في القتال فقال له: أنت حاملُ لوائي فقال: لقد ضاق صدري وسئمت الحياة فقال له: إن عزمت فاستسقِ لنا ماءاً، فأخذ قربتَهُ وحمل على القوم حتى ملأ القربة قالوا: واغترف من الماء غُرفة فتذكّر عطش الحسين (عليه السلام) فرمى الماء من يده وقال:
يا نفسُ من بعدِ الحسين هوني | وبعده لا كنت أن تكوني | |
هذا حسينُ واردُ المنون | وتشربين باردَ المَعين | |
والله ما هذا فعالُ ديني | ولا فعال صادق اليقين | |
اشلون اشرب واخوي احسين عطشان | وسكنه والحرم واطفال رضعان | |
أظن گلب العليل التهب نيران | ذب الماي من چفه وتحسر |
ثم عاد فأخذوا عليه الطريق فجعل يضربهم بسيفه وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رقا | حتى أوارى في المصاليت لُقى | |
إني أنا العباسُ أغدو بالسقا | ولا أهابُ الموتَ يوم الملتقى |
فضربه حكيم بن طفيل السنبسي على يمينه فقطعها فأخذ اللواء بشماله وهو يقول:
والله إن قطعتموا يميني | إني أحامي أبداً عن ديني | |
وعن إمامٍ صادق اليقين | سبطِ النبي الصادق الأمين |
فضربه زيد بن ورقاء الجهني على شماله فقطعها فضمّ اللواء إلى صدره وهو يقول:
يا نفسُ لا تَخشَي من الكفار | وأبشري برحمةِ الجبار | |
قد قطعوا ببغيهم يساري | فأصلهم يا ربّ حرَّ النار |
فحمل عليه رجلٌ تميمي فضربه بعمود على رأسه فخرّ صريعاً إلى الأرض، ونادى بأعلى صوته أدركني يا أخي، فانقضّ عليه أبو عبد الله كالصّقر فرآه مقطوعَ اليمين واليسار مرضوخ الجبين مشكوك العين بسهم مثخناً بالجراح فوقف عليه منحنياً وجلس عند رأسه يبكي و لسان الحال:
يعباس هذا حسين يمك | يبچي وخلط دمعه بدمك | |
حاير يبو فاضل بلمك | وسكنه تسكت الطفل بسمك |
ساعه ويجيب الماي عمّك
يقولون: بينما الإمام الحسين(عليه السلام) عند أبي الفضل وإذا بامرأة خرجت من المخيم شابكةً عشرها على رأسها وهي تنادي وا أخاه وا عباساه فترك الإمام الحسين أخاه العباس(عليه السلام) في مكانه ولم يحمله ودنى وإذا بها العقيلة زينب فقال لها: إلى أين ارجعي قالت: أراك جئتني وحدك أين ابن والدي فاختنق الإمام بعبرته ولسان الحال:
يگللها يزينب راح عباس | راح الضيغم اللي يرفع الراس |
وظل يبكي عليه الدّرع والطاس
فعندما سمعت ذلك كأني بها أرادت أن تأتي إلى مصرعه وتلقي عليه نظرة الوداع فمنعها الإمام وهو يقول إلى أين؟ قالت بلسان الحال:
أنه رايحه العباس أشوفه | وركب اعله زنوده چفوفه | |
أخوي وعلي زاد معروفه | كفيل الحرم وشلون أعوفه |
وعندما سمعت سكينة نادت بلسان الحال:
عباسُ يا راعي الشَريعة والحرم | بحماك قد نامت سكينةُ في الخيم |
صرخت ونادت يوم قد سقط العلم
اليومَ نامَتْ أعينٌ بِكَ لَمْ تنم | و تَسهّدتْ أُخرى و فَعزّ مَنامُها |