له شغل عن سؤال الطلل | اقام الخليط به أم رحل | |
فما ضمنته لحاظ الظبا | تطالعه من سجوف الكلل | |
ولا تستفز حجاه الخدود | بمصفرة واحمرار الخجل | |
كفاه كفاه فلا تعذلاه | كرّ الجديدين كرّ العذل | |
طوى الغيّ منتشرا في ذراه | تطفى الصبابة لما اشتعل | |
له في البكاء على الطاهرين | مندوحة عن بكاء الغزل | |
فكم فيهم من هلال هوى | قبيل التمام وبدر أفل | |
هم حجج الله في خلقه | ويوم المعاد على من خذل | |
ومَن انزل الله تفضيلهم | فردّ على الله ما قد نزل | |
فجدهم خاتم الانبياء | ويعرف ذاك جميع الملل | |
ووالدهم سيد الأوصياء | معطى الفقير ومردى البطل |
ومن علّم السمر طعن الكلا | لدى الروع والبيض ضرب القلل | |
ولو زالت الأرض يوم الهياج | فمن تحت اخمصه لم تزل | |
ومن صدّ عن وجه دنياهم | وقد لبست حليها والحلل | |
وكان إذا ما اضيفوا اليه | أرفعهم رتبة في مثل | |
سماء أضفت اليها الحضيض | وبحر قرنت اليه الوشل | |
وجود تعلّم منه السحاب | وحلم تولّد منه الجبل | |
وكم شبهة بهداه جلى | وكم خطة بحجاه فصل | |
وكم أطفأ الله نار الضلال | به وهي ترمي الهدى بالشعل | |
وكم ردّ خالقنا شمسه | عليه وقد جنحت للطفل | |
ولو لم تعد كان في رأيه | وفي وجهه من سناها بدل | |
ومن ضرب الناس بالمرهفات | على الدين ضرب غريب الابل | |
وقد علموا أن يوم الغدير | بغدرتهم جرّ يوم الجمل | |
فيا معشر الظالمين الذين | اذاقوا النبي مضيض الثكل | |
اتردي الحسين سيوف الطغاة | ظمآن لم يطف حر الغلل | |
ثوى عطشا وتنال الرماح | من دمه عَلّها والنهل | |
ولم يخسف الله بالظالمين | ولكنه لا يخاف العجل | |
لقد نشطت لعناد الرسول | أناس بها عن هداها كسل | |
فلا بوعدت أعين من عمى | ولا عوفيت أذرع من شلل | |
ويا رب وفق لي خير المقال | اذا لم أوفّق لخير العمل | |
ولا تقطعن املي والرجاء | فانت الرجاء وأنت الامل |