سدكت به عنتا تُفنّده وتظل بالاقتار توعده | طورا تهازله لترضيه وتجد احيانا فتصمده | |
وتقول أبق فانه نشب قد شف طارفه ومتلده | فيئ وماخوّلتِ فاحتجبي المال ايسره مبدده | |
ان الذي تدرين عرته لا تستطيف به مقرّده | ما المال إلا ما نعشت به ذا عثرة لهفان أرفده | |
أو مائلا يحوى برغبته مستشكدا للعرف اشكده | مستصفدا ضاقت مذاهبه فعلي يحب أن أصفده | |
وغناء مال المرء عنه اذا ارضى الصفيح عليه ملحده | تالله افتأ سائلا طللا بالجزع دعدعه تأبده | |
مقو وما اقوى فؤادي من ذكرى تهيجه وتكمده | ذكرى تزال لها على كبدي لذع يُضرّمه ويوقده |
كم إثر ذكراهم له نفس يدمي مسالكه تصعّده | إنّ اللواتي يوم ذي شجُبٍ اضنين جسمك هنّ عوّده | |
فسلا فلا سُعدى تساعده مالا ولا هند تهنّده | وتنكّرت ريا وجارتها وتهددت بالهجر مهدده | |
ربما يرقن اذا سمعن به دمعا يمار عليه أثمده | والمرء خدن الغانيات اذا غصن الشباب اهتز أملده | |
والشيب عيب عندهن اذا ما لاح في فوديه يُكسده | عاود عزاك ولا تكن رجلا بيد المنى والعجز مروده | |
وأرى الأسى خلقت معارضه لغليل حزن المرء تُبرده | وفتى كنصل السيف منصلتا يعلو الخطوب فلا تُكأده | |
صافحته لا فاحشا حرجا والحُلق ألأمُه مُرّنده | ولقد مُنيت من الرجال بمن غمر القبائل منه سودده | |
فملاين لا يستلن شططا ومخاشن لا بد أضهده | يا صاح ما ابصرت من عجب بالحق زاغت عنه عّنّده | |
أألى الضلال تحيد عن نهج يهدى الى الجنات مرشده | (إن البرية خيرها نسبا إن عد أكرمه وأمجده) | |
(نسب محمده معظمه وكفاك تعظيما مُحمّده) | (نسب إذا كبت الزناد فما تكبو إذا مانضّ أزنده) | |
(واخو النبي فريد محتده لم يُكبه في القدح مُصلده) | (حل العلاء به على شرف يتكأد الراقين مَصعده) | |
أو ليس خامس من تضمنّه عن أمر روح القدس بُرجده | إذ قال أحمدها ولاؤهم أهلي وأهل المرء وددّه | |
يا رب فاضممهم الى كنف لا يستطيع الكيد كيّده | (أو لم يَبت ليلا أبو حسن والمشركون هناك رُصّده) | |
(متلففا ليرد كيدهم ومهاد خير الناس مَمهده) |
(فوقى النبي ببذل مهجته وبأعين الكفار منجده) | وهو الذي أتبع الهدى يفعا لم يستمله عن التقى دده | |
كهل التاله وهو مقتبل في الشرخ غض الغصن أغيده | والشرك يُعبد عزياه به جهلا دعائمه وجلمده | |
ومنازل الاقران قد علموا والنقع مُطرّق تلبّده | خواض غمرة كل معترك سيان أليسه ورعدده | |
فسقى الوليد بكاس منصله كأسا توهله وتصخده | فهوى يمج نجيع حشرته والموت يلفته ويقصده | |
وسما بأحد والقنا قصد كالليث أمكنه تصيّده | فأباد أصحاب اللواء فلم يترك له كفّا تُسنّده | |
ثم ابن عبد يوم أورده شربا يذوق الموت وُرّده | جزع المداد فذاده بطل لله مرضاه ومعتده | |
وحصون خيبر إذ أطاف بها لم يثنه عن ذاك صُدّده | ونجم قد عقد الولاء له عقدا يُقَلقَل منه حُسّده | |
ما نال في يوم مدى شرف إلا أبر فزاده غده | من ذا يساجل أو يُناجب في نسب رسول الله محتده | |
أبناء فاطمة الذين اذا مجد اشار به مُعدّده | فذراهم مرعى هوامله ولديه منشأه ومولده | |
والمجد يعلم أن أيديهم عنها اذا قادته مقوده | لولاهم كان الورى همجا كالبهم فرّقه مشرّده | |
لولاهم حار السبيل بنا عما نحاوله ونقصده | لولاهم استولى الضلال على منهاجنا واشتد موصده | |
هم حجة الله التي كندت والله ينعم ثم تكنده | هم ظل دين الله مدّده أمنا على الدنيا ممدده | |
وهم قوام لا يزيغ اذا ما مال ركن الدين يعمده |
وهم الغيوث الهاميات اذا ضن الغمام وجف مورده | وهم الحبال المانعات اذا ما الياس اطلقه مصفده | |
كم من يد لهم ينوء بها فتهد حاملها وتُلهده | كم منة لهم مورثة آثار طول ليس تفقده | |
وإخال ان الوقت شاملنا فمسيمه منا وموعده | اذ سار جند الكفر يقدمه متسربلاً غدراً يُجنده | |
في جحفل يُسجى الفضاء به كرهاء بحر فاض مزبده | طلاب ثار الشرك آونة تحتثه طورا وتحشده | |
لو أن صنديد الهضاب به يرمى لزلزل منه صندده | حتى اطافوا بالحسين وقد عطف البلاء وقل منجده | |
صفا كما رص البنا وعلى ميدانه بالسيد مُرهده | قرنين مضطغن ومكتسب ومكاتم للوغم يحقده | |
فرموه عن غرض وليس له من ملجأ الا مهنده | وصميم اسرته وخُلصته ونأى فلم يشهده أحمده | |
لو أن حمزته وجعفره وعليّه اذ ذاك يَشهده | ما رامت الطلقاء حوزته بل عمّها بالذعر منهده | |
منعوه ورد الماء ويلهم وحماه لم يمنع تورّده | خمسا أديم عليه سرمده وأشد وقع الشر سرمده | |
حتى إذا حامت مناجزة في صدر يوم غاب أسعده | ثاروا إليه فثار لا وكلا وأمامه عزم يؤيّده | |
كالقوم ردد في لغادده هدرا يردده ويرعده | والخيل ترهقه فيرهقها ضربا يفض البيض اهوده | |
حتى إذا القتل استحر بهم في مأزق ضنك مقصّده |
وتخرمت أنصاره وخلا كالليث لم ينكل تجلّده | ثبت الجناب على بصيرته والعزم لم ينقص تأكده | |
وتعاورته ضبى سيوفهم فتقيمه طورا وتقعده | حتى هوى فهوى بناء علا واجتث منتزعا موطده | |
طمسوا بمقتله الهدى طُمست عنهم مناهجه وأنجده | وتروا النبي به وقد وتروا الروح الامين غداة يشهده | |
فبكاء قبر المصطفى جزعا وبكاء منبره ومسجده | وتسربلت أفق السماء له قتما يخالطه تورده | |
وتبجست صم الصخور دما لما علاه دم يجسّده | وأتيح للماء الغؤر به والغور ينضبه ويثمده | |
ومن الفجيعة أن هامته للرمح تأطره تأوده | تهدى الى ابن العلج محملها وافى طلوع الجبت اجعده | |
عبد يُجاء براس سيده لما أذيل وضاع سيده | يجرى براس ابن النبي لقد لعن المراد به وروّده | |
لعن الإله بني امية ما غنّى على فنن مغرده | فيهم يحكّم لا ينهنه في الاسلام عابثه ومفسده |