بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس :الثاني والعشرون |
الليلة العاشرة من محرم الحرام |
9/ذو الحجة/ 1435هـ . ق |
القصيدة للمرحوم الشيخ عبد المنعم الفرطوسي (رحمه الله)
ومرضعةٍ هبّت بها لرضيعها | عواطفُ أمٍّ أرسلت دمعَها صبرا | |
رأت مهدَهُ بالحزن يطفحُ بعدَه | وقد كان فيه قبلُ يطفحُ بالبُشرى | |
وأثقلَ ثدييها من الدرِّ خالصٌ | على طفلها فيه تعوّدت الدّرا | |
فخفّت إلى مثوى الرّضيع لعلّها | ترى رمقاً فيه يُغذّى بما درّا | |
فلم ترَ إلا جثّةً فوق مذبحٍ | بها عَلُقَ السهمُ الذي ذبح النحرا | |
فحنّت وأحنت فوقَهُ من تعطّفٍ | أضالعَها ظِلاً تقيهِ به الحرّا | |
وضمّتهُ مذبوحَ الوريد لصدرها | ومن دمِهِ المسفوحِ خضّبت الصّدرا | |
وودّت ومن أوداجِهِ تَنفَحُ قلبَها | لو أنّ بذاك السهم أوداجُها تُفرا | |
وأضحت على مثواهُ تُفرِغُ قلبَها | حنيناً فترثيه بما يَفْضُلُ الشِّعرا | |
فطوراً تناغيه وطوراً بلهفةٍ | تعانقُ جِيداً منه قد زيّن الدّرا | |
وتعطفُ طوراً فوقَهُ فتشمُّهُ | بمنحَرِهِ الدّامي وتلثمُهُ أخرى |
ولسان حال أمّه الرباب:
يبني يعبد الله اعله فرگاك | صبري انفنه ودرّن ثداياك | |
يا دين يبني الحرملة وياك | للماي حين شبحت عيناك | |
گدّر بسهمه عليك وارماك | وخيّب رجاي الچان برباك | |
مياتم للحزن ننصب ونبني | رماني حرملة بسهمه ونبني | |
الطفل عاده يفطمونه ونبني | انفطم يا ناس بسهام المنيه |
الگوريز:
يقال إنّ المختار رحمه الله تعالى عندما جيء له بحرملة بن كاهل قال له: أنت الذي ذبحت عبد الله الرضيع؟ كيف تمكّنت من ذلك!! أوما رقّ قلبُك له؟ قال: كانت العادة الجارية أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) إذا أراد الحملةَ على الجيش ركب فرساً، وإذا أراد الوعظ والتحذير والتذكير ركب ناقةً له، وفي هذه المرّة جاءنا ماشياً ومعه شيء يظلّلُ له من حرارة الشمس فتكلّم مع ميمنة الجيش فلم يستمعوا له، فمال إلى ميسرة الجيش فلم يستمعوا له، فعاد إلى قلب المعسكر فقال: يا قوم لقد قتلتم أصحابي وإخوتي وأهل بيتي إن كان ذنبٌ للكبار فما ذنبُ الصّغار ثمّ أخرج ولداً ورفعه وقال: هذا عبد الله اسقوه شربة من الماء فإنّه إن عاش لا يضرّكم وإن مات طولبتم بدمه، فاختلف العسكر وانقسم ثلاثاً. قسماً قال: اسقوه فإنه طفلٌ رضيع، وقسماً اكتفى بالبكاء لحال الرضيع، وقسماً قال: لا تبقوا لهذا البيت صغيراً ولا كبيراً فقال لي عمر بن سعد: يا حرملة اقطع نزاع القوم قلت: أرمي الوالد أم الولد قال: بل الولد، فتنحيت جانباً ووضعت سهماً في كبد القوس ولم يرقّ قلبي له، فنظرت أين أرميه لصغره وإذا بالهواء تكشف رقبته فحكّمت السهم ورميته فذبحتُهُ من الوريد إلى الوريد وما رقّ قلبي له، فعندما أحسّ بحرارةِ السهم أخرج يديه واعننق والده الحسين هنا رقّ قلبي له ولسان حال الحسين (عليه السلام) بعد ذبح ولده:
تلگه حسين دم الطفل بيده | شحال اليذبح بحجرة وليده | |
سال وترس كفّه من وريده | وذبه للسمه وللأرض ما خرّ |
عليك انفتح جفن العين وافتاك | وسهم نحرك بگلبي وگع وافتاك | |
بقتل الطفل من آمرك وافتاك | يابن كاهل شله ويّاك أذيّه |
رجع به إلى المخيّم يقولون: استقبلتهُ ابنتُهُ سكينة وما كانت تتصوّر أن تبلغ بهم القسوة إلى هذا الحدّ بحيث يقتلون الطفل الرّضيع ولسان الحال:.
بويه الطفل للماي أخذته | بسهم العده مذبوح جبته | |
شنهو الذنب خويه العملته | مذبوح ولسانك دلعته |
والماي حاضر ما شربته
ولسان حال أمّه الرباب عندما رأته مذبوحاً من الوريد إلى الوريد:
ماني أمّك يعبد الله ويبعد أمك | ما أنساك وألهج يالولد باسمك | |
شعب گلبي السهم من فجّره الدمّك | يا سلواي بعدك من يسليني |
* * *
ستت اشهر بعد يلما وصل عمرك | شذنب اللي جنيته او ينگطع نحرك | |
يابني سهم المثلث خسف بدرك | يا ريت الرماك بسهم راميني |
* * *
لا ضيرَ في قتل الرجال وإنما | قتلُ الرّضيع به الضميرُ يُضامُ | |
طلب الحسينُ الماءَ يسقي طفله | فاستقبلته من العداة سهامُ |