خواطر فكري في حشاي تجولُ | وحزني على آل النبي يطولُ | |
أراق دموعي ظلم آل محمد | وذلك رزء لو علمت جليل | |
تهون الرزايا عند ذكر مصابهم | وقتلي نفسي في المصاب قليل | |
فذلك خطب في الزمان جليل | وأمر عنيف في الانام مهول | |
مصارع أولاد النبي بكربلا | يزلزل أطواد الحجى ويزيل | |
فايّ امرءٍ يرنو قبورهم بها | وأحشاؤه بالدمع ليس تسيل | |
قبور عليها النور يزهو وعندها | صعود لا ملاك السماء ونزول | |
قبور بها يستدفع الضر والاذى | ويعطي بها رب العلى وينيل |
أتيت اليها زائراً يستشفني | هوً وولاء ظاهر ودخيل | |
ولما رأيت الحَير حارت مدامعي | وكان لها من قبل ذاك همول | |
ومُثّل لي يوم الحسين ووعظه | لاعدائه بالطف وهو يقول | |
أما فيكم يا أيها الناس راحم | لعترة أولاد النبي وصول | |
أأقتل مظلوماً وقدماً علمتم | بأن ليس لي في العالمين عديل | |
أليس أبي خير الوصيين كلهم | أما أنا للطهر النبي سليل | |
أما فاطم الزهراء أمي ويلكم | وعماي حقاً جعفر وعقيل | |
دعوني أرد ماء الفرات ودونكم | لقتلي فعندي بالظماء غليل | |
فنادوه مهلا يا بن بنت محمد | فليس الى ما تبتغيه سبيل | |
ومالوا عليه بالاسنة والظبى | لها في حشاه رنة وصليل | |
فديتك روحي يا حسين ومهجتي | وانت عفير في التراب جديل | |
تشلّ على جثمانك الخيل شزبا | ورأسك في راس السنان مشيل | |
وجسمك عريان طريح على الثرى | عليه خيول الظالمين تجول | |
بناتك تسبى كالاماء حواسراً | ونجلك ما بين العداة قتيل | |
وزينب تدعو يا حسين وقلبها | جريح لفقدان الحسين ثكول | |
أخي يا أخي قد كنت عزي ومنعتي | فأصبح عزي فيك وهو ذليل | |
أخي يا أخي لم أعط سؤلي ولم يكن | لاختك مأمول سواك وسول | |
أخي لو رأت عيناك ما فعل العدى | بنا لرأت أمراً هناك يهول | |
رحلنا سبايا كالاماء حواسراً | يجدّ بنا نحو الشام رحيل | |
أخي لا هنت لي بعد فقدك عيشتي | ولا طاب لي حتى الممات مقيل | |
اذا كنت أزمعت الرحيل فقل لنا | أمالك من بعد الرحيل قفول | |
اقول كما قد قال من قبل والدي | وادمعه بعد البتول همول | |
أرى علل الدنيا علي كثيرة | وصاحبها حتى الممات عليل |
لكل اجتماع من خليلين فرقة | وإن بقائي بعدكم لقليل | |
يري الفتى أن لا يفارق خلّه | وليس الى ما يبتغيه سبيل | |
وان افتقادي فاطما بعد أحمد | دليل على أن لايدوم خليل | |
عليكم سلام الله يا خيرة الورى | ومَن فضلهم عند الاله جليل | |
بكم طاب ميلادي فان ودادكم | على طيب ميلاد الانام دليل | |
وانكم أعلى الورى عند ربكم | إذ الطرف في يوم المعاد كليل | |
وان موازين الخلائق حبكم | خفيف لمن يأتي به وثقيل | |
وانكم يوم المعاد وسيلتي | ومالي سواكم في الأنام وسيل | |
فاصفيتكم ودي ودنت بحبكم | مقيماً عليه لست عنه أحول | |
فسمعا لها بكر الرثاء إذا بدت | تتيه على أقرانها وتطول | |
منمقة الألفاظ من قول قادر | على الشعر إن رام القريض يقول | |
لساني حسام مرهف الحد قاطع | ورائي سديد في الأمور جميل | |
وذلك فضل من إلهي ونعمة | وفضل إلهي في العباد جزيل | |
ألا رب مغرور بحلمي ولو درى | لكان الى خير الأمور يؤل | |
تشبه لي في الشعر عجزاً وسرقة | (وليس سواء عالم وجهول) | |
ولولا حفاظ العهد بيني وبينه | لقلت ولكن الحليم حمول | |
كفى أن مَن يهوى غواة أراذل | لئام تربّوا في الخنا ونغول | |
وإنب بحمد الله ما بين عصبة | لهم شيم محمودة وعقول | |
فقل للذي يبغي عنادي لحينه | رويداً رويداً فالحديث يطول | |
سيعطي ابن حماد من الآل سؤله | ويعلوه ظل في الأنام ظليل | |
فآمِل آلِ الله ينجو وغيره | يتاه به عن قصده ويميل |