أرى الصبر يفنى والهموم تزيد | وجسمي يبلى والسقام جديد | |
اذا ما تعمدت السلو لخاطري | أباه فواد للهموم عتيد | |
وذكرني بالحزن والنوح والبكا | غريب باكناف الطفوف فريد | |
يودع أهليه وداع مفارق | لهم أبد الايام ليس يعود | |
كأني بمولاي الحسين وصحبه | كانهم بين الخميس أسود | |
عطاشى على شاطى الفرات فما لهم | سبيل الى شرب المياه ورود | |
فيا ليتني يوم الطفوف شهدتهم | وكنتُ بما جادوا هناك أجود | |
لقد صبروا لا ضيع الله أجرهم | الى أن فنوا من حوله وأبيدوا | |
وقد خرّ مولاي الحسين مجدلا | يرى كثرة الاعداء وهو وحيد | |
وجاء اليه الشمر فاحتز رأسه | مجيئ نحوس وافقته سعود | |
وساقوا السبايا من بنات محمد | يسوقهم قاسي الفؤاد عنيد | |
وفاطمة الصغرى تقول لاختها | وقد كضّها جهدٌ هناك جهيد | |
أخي لقد ذابت من السير مهجتي | سلي سائق الاضعان اين يريد | |
فقالت وقد أبدت من الثكل ضرّها | مقالا تكاد الارض منه تميد | |
ونادت بصوت قد بكى منه حاسد | فما حال من يبكي عليه حسود | |
فَنى جَلَدي يابن الوصي وليس لي | فواد على ما قد لقيتُ جليد | |
فيا غائباً لا يرتجى منه أوبةٌ | مزارك من قرب الديار بعيد | |
ظننت بأن تبقى فآيسني الرجا | ويأس ا لرجا أمر عليّ شديد | |
سيعلم أعداء الحسين ورهطه | إذا ما هُم يوم المعاد أعيدوا | |
وأقبلت الزهراء فاطم حولها | ملائكة الرب الجليل جنود | |
وفي يدها ثوب الحسين مضمخ | دماً ودجٌ يجري به ووريد |
فتبكي لها الأملاك كلاً وعندها | ينادي منادي الحق أين يزيد | |
فيؤتى به سحباً ويؤتى بقومه | وأوجههم بين الخلائق سود | |
فيأمر ذو العرش المجيد بقتلهم | فان قتلوا من بعد ذاك أعيدوا | |
وتقتلهم أبناء فاطم كلهم | وشيعتهم والعالمون شهود | |
ويحشرهم ربي الى ناره التي | يكون بها للظالمين خلود | |
إذا نضجت فيها هناك جلودهم | أعيدت لهم من بعد ذاك جلود | |
فما فعلت عاد قبيح فعالهم | ولا استحسنت ما استحسنته ثمود | |
فيا سادتي يا آل بيت محمد | ومَن هم عمادٌ للعلى وعمود | |
علي بن حماد بمدحكم نشا | فكان له غيش بذاك حميد | |
حلفت بمن حج الملبّون بيته | ووافت له بعد الوفود وفود | |
بأن رسول الله أكرم من مشى | ومن حملته في المهامه قود | |
وان علياً أفضل الناس بعده | وسيدها والناس بعد مسود | |
وان بنيه خير من وطأ الحصا | وطهّر آباء له وجدود | |
فلولاهم لم يخلق الله خلقه | ولم يك وعد فيهم ووعيد | |
وما خلقوا إلا ليمتحن الورى | فيشقى شقيٌ أو يفوز سعيد | |
فهم علّة الايجاد دون سواهم | ولولاهم ما كان ثمّ وجود | |
عليهم سلام الله ما ذرّ شارق | وما اخضر يوماً في الاراكة عود | |
وما حبّر العبدي فيهم مدائحا | فيحسن في تحبيرها ويجيد |