الدرس : السادس عشر |
الليلة الخامسة من محرم الحرام
|
7/ذو القعدة/ 1436هـ . ق |
القصيدة للمرحوم السيد مهدي الأعرجي (رحمه الله)
خانَ الزمانُ بِنا فَشَتتنا كما |
|
خانَتْ بَنو صَخرٍ ببيعةِ (مُسلمِ) |
لم أنسَهُ بينَ العدى وجَبينُهُ |
|
كالبَدرِ في ليلِ العَجاجِ المُظلِمِ |
أفديهِ من بَطَلٍ مَهيبٍ إنْ سَطا |
|
لَفَّ الجُموعَ مُؤخَّراً بمُقَدَّمِ |
شَهِمٌ نَمَتهُ إلى البسالةِ هاشمٌ |
|
والشبلُ للأسَدِ المُجَرّب يَنْتَمي |
حَتّى إذا ما أثخَنُوهُ بِالضُّبا |
|
ضَرباً وفي وَسَطِ الحَفيرَةِ قدْ رُمي |
جاءُوا إلى ابنِ زيادِ فِيهِ فَمُذْ رَأى |
|
لِلقَصرِ قَد وافاهُ غَيرَ مُسلِّمِ |
قالَ اصعَدوا لِلقَصرِ وَارمُوا جِسمَهُ |
|
وَمِنَ الوَريدَينِ أخضِبُوهُ بالدمِ |
صَعَدوا بِهِ لِلقَصرِ وَهوَ مُكَبلٌ |
|
تَجري دِماهُ مِنَ الجوارحِ والفَمِ |
قَتَلوهُ ظامٍ لَم يُبلَّ فَؤادُه |
|
أفديهِ مِنْ ضامِ الحَشا مُتَضرِّمِ |
دَفَعُوهُ مِنْ أعلى الطِمارِ إلى الثَرى |
|
فَتَكَسّرت مِنْهُ حَنايا الأعْظُمِ |
نعي :
يمسلم وين ذاك اليوم عباس |
|
يجيك بشيمته ومفرّع الرأس |
او يشوفك يوم صابك نذل الأرجاس |
|
وهويت من الـﮔصر فوگ الوطيه |
يمسلم وين ذاك اليوم عمك |
|
يجيك ايعاينك غارج ابدمك |
وحيد ومحد من الناس يمك |
|
غريب ابهل البلد مالك تـﭽية |
عاده اليستجير ايكون ينجار |
|
او عن چتله حليف الشرف ينجار |
مثل مسلم صدگ بالحبل ينجار |
|
واتتنومس بـچتله اعلوج امية |
الگوريز:
صّلى العشاء في المسجد ومعه ثلاثون رجلاً وخرج (عليه السلام) من المسجد وغاب في أزقة الكوفة لا يدري أين وكيف سينتهي به الحال حتى وصل إلى باب دار وامرأة واقفة سلّم عليها وطلب منها الماء فسقته فجلس على الباب قالت له: ألم تشرب الماء؟ قال: بلى. قالت: فاذهب إلى أهلك بارك الله فيك فسكت فأعادت عليه مثل ذلك فسكت فقالت له: سبحان الله يا عبد الله قم عافاك الله إلى أهلك لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا أحلّهُ لك فقام وقال: يا أمة الله مالي في هذا المصر أهلٌ ولا عشيرة فهل لكِ في أجرٍ ومعروف ولعلّي مكافيك بعد اليوم قالت: يا عبد الله وما ذاك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل كذّبني هؤلاء القوم وغرّوني قالت: أنت مسلم؟ قال: نعم. قالت: ادخل فدخل دارها:
اجت ليله العفيفة واسگته الماي |
|
وگالت گوم شنهي گعدتك هاي |
لا تگعد يروحي وماي عيناي |
|
گوم وروح لهلك چا هلك وين |
ون ونه يتگطّع منها الفواد |
|
يهل حرّه هلي ما هم بالبلاد |
غريب الّدار وهلي عنّي بعاد |
|
وين أهلي هلي ما هم قريبين |
نادت يا بعد عگلي والأنفاس |
|
كأنك هاشمي مومن عرض ناس |
هله وكل الهله عل عين والراس |
|
إلك منزل يمسلم بين هل عين |
دخل دارها أفردت له حجرة وعرضت عليه الطعام والشراب فلم يأكل ولم يشرب وما زال صافاً قدميه للصلاة حتى عاد ولدها بلال وعلم بوجود مسلم عندهم فما أصبح الصباح حتى ذهب إلى قصر الإمارة وأخبر الخبر فجاءت الخيل والرجال يقدمهم محمد بن الاشعث ومعه خمسمائة فارس قام مسلم وخرج يقاتل القوم وهو يرتجز
أقسمت لا اقتل إلا حرا |
|
وإن رأيت الموت شيئاً نكرا |
أخاف أن اخدع أو أغرا |
|
كل امرئ يوماً ملاقٍ شرا |
فقاتلهم قتال الشجعان فقتل منهم مقتلةً عظيمة فأخذوا يشعلون النار بالقصب ويرمونها عليه، ويرضخونه بالحجارة فلم ينفع حتى حفروا له حفيرة وغطّوها بالتراب إنهزموا من بين يديه فسقط في الحفيرة فاجتمعوا عليه وأخرجوه فضربه محمد بن الأشعث على فمه فسالت دماؤه على لحيته الكريمة وأخذوا سيفه فبكى فقال له ابن الأشعث: إن الذي يطلُبُ مثلَ ما تطلُبُ إذا نزل به الذي نزل بك لا يبكي عندها قال: والله ما على نفسي بكيت ولكن أبكي لأهلي المقبلين أبكي لحسينٍ وآل حسين.
جاءوا به إلى قصر الامارة وأدخلوه على ابن زياد دار بينهما كلام فشتم اللعينُ أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن والحسين وعقيل حتى أمر أن يُصعد إلى أعلى القصر وتُضرب عنقُهُ وفعلاً ضربه الغلام فقتله ومضى إلى ربّه مظلوماً شهيداً غريباً ورميت جثته من أعلى القصر إلى الأرض ثمّ أخرجوا هاني بن عروة وضربوا عنقه وسحبوهما في الأسواق
المگدر جره وشاعت اخباره |
|
رماه الگوم من قصر الإماره |
وهاني انقتل بعده وبگت داره |
|
مظلمة ولا بعد واحد يصلها |
مصيبتهم مصيبه تصدع الأجبال |
|
ومن گبل المشيب تشيب الأطفال |
شفت ميّت يجرونه بالحبال |
|
يصاحب لا تظن صارت مثلها |
|
|
|
* * *
ولما سمع الإمام الحسين (عليه السلام) بمصرع مسلم وذلك عندما وصلّ إلى منظقة تُعرف بـ(زرود) كأني بالإمام (عليه السلام) قام يتخطى الأطفال حتى وقف على حميدة بنت الشهيد مسلم فأخذ يمسح على رأسها ودموعه جارية فأسحت الطفلة فقالت: يا خال يا أبا عبد الله هل أصيب أبي بشيء؟ قال: لا عليك أنا أبوك وهذه النسوة أخواتك ولسان الحال:
تسمح على راسي ودمع العين همّال |
|
كأني يتيمة الكافي الله من هل احوال |
ماعوّدتني بهل فعل من گبل يا خال |
|
خلّيت عبراتي على خدودي جريّه |
بمسحك على راسي تركت الگلب ذايب |
|
وهذا يخالي من علامات المصايب |
گلبي تروع حيث أبوي بسفر غايب |
|
طوّل الغيبه يعوده الله بعجل ليّه |
جاني الخبر عن حال مسلم يا حزينه |
|
يگولون من قصر الإماره ذابينه |
وبالحبل في الأسواق جسمه ساحبينه |
|
وراسه يويلي راح للطاغي هديه |
لم يبكيها عدمُ الوثوق بعمِها |
|
كلا ولا الوجدُ المبّرحُ فيها |
لكنها تبكي مخافة أنها |
|
تُمسي يتيمةَ عمِها وأبيها |